أثر برس

السبت - 20 أبريل - 2024

Search

في ظل كورونا.. هل سيتمكن أردوغان من تحمل الأعباء الاقتصادية لسياسته التوسعية؟

by Athr Press R

في الوقت الذي ينشغل فيه العالم لإيجاد حلول وعلاج لجائحة فيروس كورونا ، يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سياسته التوسعية في المنطقة وخصوصاً في سورية وليبيا معطياً المعارضة التركية المزيد من أوراق الضغط عليه.

حيث يستغل الرئيس التركي ضوضاء الفيروس ليدفع بالمزيد من تعزيزاته العسكرية إلى الداخل السوري محاولاً تجاهل الأعباء الاقتصادية التي تعاني منها تركيا، إذ كشف “المرصد” المعارض قبل يومين بأن تركيا دفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية باتجاه محافظة إدلب على الرغم من إعلان المتحدث باسم وزارة دفاعها، دينيزير، أن بلاده خفضت تحركات قواتها في سورية، بسبب الخوف من العدوى بفيروس كورونا.

وفي محاولة لتبرير دخول قوات الاحتلال التركي إلى الداخل السوري في ظل انتشار فيروس كورونا ، قال المتحدث العسكري التركي في مؤتمر صحفي عقده الأحد: إن “القوات التركية يسمح لها بالدخول والخروج إلى منطقة العمليات في إدلب، بإذن قائد الجيش فقط”، وأضاف أن “وزارة الدفاع أرسلت أطباء إلى مناطق العمليات، وأجرت تدريبات إعلامية وتثقيفية، كما يتم تعقيم المركبات القادمة من سورية”، وتأتي هذه التصريحات على الرغم من أن وزارة الصحة التركية قالت إن عدد المصابين في تركيا قد بلغ أكثر من 27 ألف إصابة ما يعني أنه في حال انتشار الوباء في محافظة إدلب التي تعاني من ضعف كبير في القطاعات الصحية فإن تركيا ستكون هي المسؤولة عن ذلك لأن المحافظة الخاضعة لسيطرة “جبهة النصرة” ولا تملك حدود مفتوحة إلّا مع الجانب التركي، وفي هذا الصدد انتقدت العديد من الشخصيات التركية المعارضة سلوك أردوغان مؤكدةً أنه لم يعمل على تطبيق توصيات الأطباء والمختصين لمنع تفشي وباء كورونا معرباً عن استغرابه من حملة التبرعات التي أطلقها أردوغان والتي طلب فيها من مواطنيه تقديم الأموال بهذا الصدد خلافاً لبقية الدول والحكومات في العالم.

وإذا أردنا تجاهل المخاطر الصحية لهذا التدخل على الشعب التركي وباقي الشعوب وتمكن الرئيس التركي من إقناع الرأي العام التركي بأن هذه التدخل لا يساعد على نشر الوباء، فلن يتمكن من إخفاء تكلفة هذا التدخلات غير المشروعة سواءً في سورية أو ليبيا والتي تقدر بمليارات الدولارات في ظل توقعات بأن العالم على أبواب أزمة اقتصادية عالمية بسبب تداعيات فيروس كورونا.

ووفق ما نقلته وسائل إعلام تركية قال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري فائق آوزتراك “إن تركيا تواجه أزمة مالية واقتصادية خطيرة حتى قبل انتشار فيروس كورونا بسبب الإسراف في المبالغ الكبيرة التي يصرفها أردوغان كما يشاء ودون أي رقابة”، ولفت آوزتراك إلى أن أردوغان كلف الخزانة التركية مليارات الدولارات في دعمه المجموعات المسلحة في سورية وعدوان قواته على إدلب وأراضي شمال سورية.

في حين ترى تقديرات المجلة الاقتصادية البريطانية «إيكونوميست»، أن القيادة التركية، لا تستطيع الاستجابة مالياً بدرجة كافية لتلك القيود التي تم اعتمادها لاحتواء الوباء، فضلاً عن ضعف قدرة تركيا على الاستجابة للتمويلات المالية للمجموعات المسلحة التي نقلتها من سورية إلى ليبيا، ويأتي ذلك في ظل ظهور مؤشرات مؤخراً تؤكد عجز الرئيس التركي عن تمويل تلك المجموعات، بعد أن توقفت تركيا عن إرسال المبالغ المالية المستحقة للمسلحين الذين تم نقلهم إلى ليبيا، ما دعا بعض المسلحين للهروب من مواقع القتال في بعض الأحيان.

كل المجريات تشير إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يعد قادراً على تحمل أعباء سياسته التوسعية الخارجية في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها الاقتصاد التركي والتي من المتوقع أن تزداد أكثر مع التبعات الاقتصادية العالمية لوباء كورونا، والمطالب المحقة للمعارضة التركية الداخلية، فهل ستشهد الأيام القادة انحسار للنشاط التوسعي التركي؟ أم أن أردوغان سيستمر بسياسته حتى انفجار الوضع الداخلي التركي وازاحته عن سدة الحكم؟

أثر برس

اقرأ أيضاً