أثر برس

الخميس - 25 أبريل - 2024

Search

في ظل المساعي التركية لدمجها مع فصائلها… “النصرة” تزيل شعاراتها وتؤيد “الديمقراطية”

by Athr Press R

يبدو بأن المساعي التركية لتشريع وجود “جبهة النصرة” ونزع صفة الإرهاب عنها باتت تظهر بشكل أكبر، من خلال التغييرات التي تطرأ على “النصرة” في مناطق سيطرتها في شمال غرب سوريا.

فبعيداً عن التصريحات التركية العلنية والتي تسعى إلى تشريع وجود “جبهة النصرة” والتي كان آخرها تصريح الرئيس التركي يوم الخميس الفائت بأن تركيا ستواصل بذل كل ما في وسعها لإرساء الاستقرار في إدلب، وتحذيره مجدداً من تفجير “كارثة إنسانية”، بدأت “جبهة النصرة” بخطة عمل جديدة باتت تظهر بشكلٍ جلي من خلال سلوكياتها في المنطقة.

حيث أفاد نشطاء محليون بقيام “النصرة” يوم الخميس، بحملة لإزالة الشعارات والعبارات “الجهادية” من اللافتات المنتشرة على جوانب الطرق العامة الدولية والفرعية، في مناطق سيطرتها في إدلب وحماة وحلب، بالتزامن مع انعقاد قمة “سوتشي” والتي سعت فيها تركيا لإقناع روسيا بعدم القيام بعملية عسكرية ضد “النصرة”.

أنصار الفصائل المعارضة، المناهضون لـ”جبهة النصرة”، اعتبروا حملة إزالة الشعارات إجراء تكتيكي يندرج ضمن التحولات والتغييرات التي تجريها “النصرة” على مظهرها العام وسلوكها وخطابها، وهي محاولة لتصدير نفسها بشكل جديد يتماشى مع متطلبات المرحلة ويحقق مصالحها، ويضمن لها عدم استمرار تصنيفها في قوائم الإرهاب، والقبول بها كجزء من الإدارتين المدنية والعسكرية لمناطق المعارضة.

وسخر مناهضو “جبهة النصرة” من التحولات السريعة التي تعيشها، إذ كانت الشعارات الجهادية المكتوبة على اللافتات السوداء وسيلة من وسائل الدعوة لـ”النصرة”، ويطلق على من يزيلها أو يتعرض لها ويحاربها صفة “المرتد الذي يوالي الغرب الكافر”، أما اليوم فباتت إزالة الشعارات واجباً شرعياً، إذ لم تعد تليق بـ”النصرة” الجديدة، التي تطمح للسلطة عن طريق القبول بالأجندات التركية ولو على حساب منهجها.

ولم تقتصر تغييرات “جبهة النصرة” على إزالة شعاراتها وحسب، حيث تولى العضو البارز في مجلس شورى “النصرة” عبد الرحيم عطون، مسؤولية تصدير الخطاب الجديد لها الذي بدا ليناً في التعامل مع المخالفين لمنهج “السلفية الجهادية” في العموم، وتحدّث بشكل مطول عن ضرورة استيعاب المخالفين لـ”النصرة” في الرأي والتصورات، وحث المسلحين والقادة على عدم الخلط بين العمل المسلح والعمل المدني.

ولم تقتصر الأمور على ذلك بل وصلت إلى حد دفاع “عطون” عن مستخدمي مصطلح “الديمقراطية” في مناطق سيطرة المعارضة، بحسب ما نشرته قناته على تطبيق “تلغرام”.

وعليه يبدو بأن “النصرة” بدأت تطبق الأجندات التركية بشكل أكثر فاعلية وعلنية دون الالتفات لردود فعل المجموعات الأصولية المتواجدة ضمنها أو ضمن صفوف تنظيم “حراس الدين” والذي يرى مراقبون بأنه سيستثمر تقلبات “النصرة” لاستقطاب المزيد من الأصوليين المتواجدين ضمن صفوفها ويعارض تغير “المنهج” مع التغيرات السياسية.

اقرأ أيضاً