لا تزال الشوارع المحيطة بقلعة حلب، التي تعود إلى القرون الوسطى، تحمل آثار معارك دامت لأعوام طويلة وحوّلت مساحات هذه المدينة القديمة إلى أنقاض.
ولكن وسط كل هذا الدمار، ينبعث من أحد الشوارع الجانبية بعض الضجيج ترافقه رائحة شواء اللحم، وهي علامة على أن السكان يسعون جاهدين لإعادة الحياة إلى طبيعتها.

مدينة حلب
تبيع عائلة أبو أحمد أسياخ اللحم المشوي للزوار والسياح من متجرها الواقع قبالة القلعة منذ أكثر من نصف قرن، وتمت تسمية المتجر على اسم العائلة وهي “الشّوا”، لكن اضطر أبو أحمد إلى نزح مع عائلته لمدة 4 أعوام خلال أسوأ مراحل الأزمة.
ويقول أبو أحمد بعد عودته إلى جوار القلعة: “ما زالت الحركة التجارية بطيئة جداً، ولكن شعوري بالفخر تجاه الإرث الذي حملته عن أسرتي حثني على السعي لإعادة فتح المتجر حالماً بأن يصبح الوضع أكثر آمناً”.
ويتابع: “حالي كحال الكثير من العائدين إلى مدنهم، الزبائن يعودون تدريجياً للشراء لكن الأرباح مازالت قليلة، أتمنى أن تعود الحياة إلى طبيعتها.. الله كريم”.
وكانت حلب أكثر المدن المأهولة بالسكان ومركزاً اقتصادياً هاماً قبل الأزمة، إذ بلغ عدد سكانها آنذاك أكثر من 4 ملايين نسمة، وقد أدت أعوام الماضية إلى تدمير جزء كبير من المدينة بما في ذلك البنية التحتية والمدارس والمستشفيات، ونزوح مئات الآلاف من منازلهم.
ومنذ بداية عام 2017، عاد حوالي 440,000 نازح حلبي إلى المدينة والمناطق المحيطة بها، ويُعتقد بأن يكون حوالي 300,000 شخص قد عادوا إلى شرق حلب التي شهدت بعض أعنف الاشتباكات طوال فترة الأزمة السورية.