أثر برس

الأربعاء - 24 أبريل - 2024

Search

يسندون رواتبهم بـ “الإكراميات” ونبش القمامة.. عمال نظافة لـ “أثر”: أجورنا لا تكفي مصروف أسرة

by Athr Press G

خاص|| أثر برس يقترب “أبو صطيف” بعدة النظافة من السيارات ليلاً ليلقي التحية على أصحابها منتظراً ردها بـ “إكرامية”، ويرفض عامل النظافة أن يسمي ما يفعله بـ “التسول”، كونه لا يقوم بطلب المال بشكل مباشر ولا يلح فيه كما يفعل المتسولون عادة، ويقول في حديثه لمراسل “أثر برس” في دمشق: “رواتب عمال النظافة يجب ألا تكون قليلة وأن تكون مجزية بشكل فاعل، لكن ما نحصل عليه كراتب شهري لا يكفي لمصروف يومين لأسرة متوسطة العدد، فما الذي يجب فعله في بقية الشهر؟”

يقول الرجل الخمسيني أيضاً: “أحياناً هناك من يتوقف بشكل مفاجئ لينادي على عامل النظافة ويمنحه مبلغاً مالياً كنوع من الشكر لأننا نعمل في ساعات متأخرة من الليل، ولا نستغرب أن يكون هناك كميات من القمامة والأتربة وأوراق الشجر بشكل يومي وفي أي وقت، فالمشكلة أن قوانين النظافة لا تطبق في بلدنا بشكل جدي ما يعني إمكانية أن يمر شخص ما بسيارته ليرمي من النافذة ما يشاء من دون أي رقيب أو حسيب”.

ويزيد “أبو قاسم” على كلام زميله خلال حديثه لـ”أثر برس”: “لولا الإكراميات لما استطعنا وعوائلنا تأمين أبسط مقومات العيش، وإن كان المسؤولون يريدون من عمال النظافة الحفاظ على شوارع المدن نظيفة وخاوية من القمامة، فعليهم أن يجعلوا من راتب عامل النظافة 5 أضعاف على الأقل، وأن يحصل على مكافآت وحوافز ودعم بالمواد الغذائية ما يجعل من راتبه مجزياً ويقيه من حرّ السؤال، حينها قد لا ننتظر إكرامية من هذا أو بقشيشاً من ذاك”، ويعتقد الرجل أن عامل النظافة أهم من مدير، قائلاً: “نحن نحل مشكلة القمامة، وهم لا يقدرون على حل أي مشكلة مما يعانيه المواطن”.

يصرُّ “حسن” أن وظيفته كعامل نظافة غير كافية، لذا يقوم بنبش القمامة قبل إفراغها في الحاوية ليبحث عما يمكن إعادة تدويره بهدف بيعه، ويقوم أيضاً بجمع الخبز اليابس في أكياس خاصة ليقوم ببيعها لتجار الأعلاف، ويقول: “هناك من يعطينا حسنة عبارة عن حذاء قديم أو بعضاً من الثياب شبه البالية، نقوم بأخذها واستخدامها أو منحها لأحد أفراد أسرنا”.

ويقول الشاب الثلاثيني في حديثه لـ “أثر”: “نحن لسنا متسولين، نحن الموظفون الأكثر أهمية والأقل أجراً في سلم الأجور، فغالبيتنا من عمال الدرجة الخامسة أو أقل، لكن ما أعرفه أن عامل النظافة في كل دول العالم له وضعه الخاص”.

ينهي “أبو خالد”، كأس الشاي الذي حصل عليه كـ “ضيافة” من إحدى البسطات القريبة من مكان استراحته في ساعة متأخرة من الليل ليقول لـ “أثر”: عندي أطفال في المدرسة، في كل يوم تقريباً يتشاجر أحدهم مع زميل له بسبب مهنتي، هناك أطفال ينادون أولادي بـ “ابن الزبال”، ولأن رد الفعل يكون عنيف أحياناً من أطفالي، اضطر لمراجعة المدرسة ومقابلة المدير ويطلبون مني أن أضبط أولادي، ورغم معرفتهم أن أساس المشكلة لا يكون من ابني، إلا أنهم لا يقومون بالدور المناسب في توعية الأطفال بأهمية عملنا في تنظيف الشوارع، ولا يقومون أيضاً بما يلزم من لحماية أطفال من هم مثلي من السخرية التي قد تتسبب بكرههم للمدرسة لاحقاً.

دمشق

اقرأ أيضاً