أثر برس

السبت - 20 أبريل - 2024

طارق زيني نجمة تشرين السادسة.. حمى ناديه حياً وميتاً

by Athr Press M

خاص || أثر سبورت

شيعت جماهير الرياضة السورية عامة واللاذقية ونادي تشرين خاصة، يوم أمس الجمعة، رئيس نادي تشرين طارق زيني الذي انتقل لجوار ربه إثر حادث أليم على أوتوستراد حمص-دمشق بالقرب من دير عطية يوم الخميس، وهو في طريقه للإقامة مع فريقه الذي كان يستعد للعب مباراته مع الفتوة الجمعة في افتتاح مباريات الدوري السوري الممتاز.

وتلقت الجماهير الخبر بصدمة كبيرة وسط ذهول شديد ما بين مصدق ومكذب، لكن الحقيقة وخاصة إذا كانت مُرّة لا تغيب، وخرج الآلاف من أبناء اللاذقية لتشييع رئيس النادي إلى مثواه الأخير حيث ووري الثرى.
وودع جمهور تشرين رئيس ناديه أو “الريّس” كما كان يلقبه بما يليق به وما قدمه لناديه طوال فترة رئاسته للنادي التي امتدت لثلاث سنوات، وكان قبلها عضو إدارة، وقبل ذلك إداري في فرق القواعد العمرية.


وطوال فترة رئاسته لناديه كانت أحوال النادي على أفضل ما يكون، فحافظ على الاستقرار الإداري الذي كان السبب لنجاحات في كل الألعاب وحصد النادي بطولات كثيرة أهمها في كرة القدم، فحقق البحارة في عهده لقب الدوري 3 مرات، ودورة الوفاء والولاء مرتين، ووصل في الثالثة للمباراة النهائية هذا العام وخسرها الفريق أمام جبلة، كما أحرزت فرق النادي العمرية معظم بطولات المحافظة وعدد من بطولات الجمهورية.
وفي كرة السلة تأهل فريق الرجال للدوري الممتاز، ونالت السيدات المركز الثاني هذا الموسم في بطولة الدوري، وفازت فرق الكاراتيه بعدد من البطولات على مستوى الجمهورية، وكذلك الأمر في القوس والنشاب وغيرها من باقي الألعاب.

بدمي بدي فك العقوبات وتشرين سيفوز بالنجمة السادسة

عقب مباراة تشرين والوثبة في ذهاب نصف نهائي كأس الجمهورية التي جرت في اللاذقية وخسرها البحارة بهدفين، وما نتج عنها من معاقبة عدد من لاعبي وكوادر النادي ومن بينهم المرحوم طارق زيني الذي تم إيقافه لمدة عام من قبل لجنة الانضباط، قبل أن تعود لجنة الاستئناف لتخفيضها إلى 6 أشهر قال وقتها الزيني جملته الشهيرة (بدمي بدي فك العقوبات)، وفعلاً تم العفو عن جميع المعاقبين بعد الحادث الذي قضى فيه وكان دمه الطاهر سبباً في فك العقوبات، وكان أصدق تعبير عنه أنه حمى ناديه حياً وميتاً.

ويعتبر جمهور تشرين أن رئيس ناديهم وفى بوعده وحقق النجمة السادسة بارتقائه شهيداً للرياضة ليكون نجمة النادي السادسة في السماء.

وخلال فترة رئاسته للنادي استقطب الزيني الكثير من اللاعبين والمدربين لفرق ناديه الكروية والسلوية، وتم دفع كافة مستحقاتهم ولم يسبق أن اشتكى أي لاعب لأي اتحاد على أن له بذمة نادي تشرين أي مبلغ.

الزيني وحّد الرياضة السورية

أرسلت جميع الأندية السورية وفودها إلى مدينة اللاذقية للمشاركة في مراسم التشييع وواجب العزاء، فشاهدنا الوحدة والكرامة وحطين وجبلة وأهلي حلب والوثبة وغيرهم يقومون بواجبهم، ومن لم يستطع الحضور أقام مجلس عزاء في ناديه كالجزيرة والكسوة وأندية أخرى، كما حضر التشييع والعزاء القيادات السياسية والرياضية في اللاذقية ودمشق وعدد من المحافظات، وفتح نادي تشرين مقره لاستضافة المعزيين لمدة خمسة أيام اعتباراً من العاشرة صباحاً وحتى السابعة مساءً، كما أوقف جميع نشاطاته الرياضية لمدة خمسة أيام.

الزيني لا يملك منزلاً

يبلغ الراحل من العمر أربعين عاماً وهو متزوج وزوجته كانت تعمل مشرفة على فريق سلة السيدات، ولديه طفلان عدنان وعلي وهو موظف في مؤسسة العمران في اللاذقية، باع سيارته ليصرف على ناديه ولا يملك منزلاً ويسكن منزلاً بالإيجار، وكان يتدبر أمور ناديه بحكمة وبعلاقاته الشخصية حتى وصل النادي إلى ما وصل إليه.

بعض كوادر الأندية التي كنت أتواصل معها وخاصة الأندية الميسورة كنت أسألهم ما الذي يمنعكم من تحقيق ما حققه نادي تشرين، كانوا يقولون خذوا أموالنا وأعطونا رئيس ناديكم لأن ما ينقصنا رجل مثله يحب ناديه ويضحي من أجله.

فعلاً ضحّى رئيس نادي تشرين طارق زيني بوقته وقدًم جهده وتعب كثيراً حتى وصل تشرين إلى ما وصل إليه، ثم قدم دمه وحياته لأجله ووفى بوعده عندما قال: (بدمي بدي فك العقوبات).
رحمه الله وجعله في العليين مع الأبرار والصادقين.

محسن عمران

اقرأ أيضاً