أثر برس

الأحد - 5 مايو - 2024

Search

صراع تركي حول التقارب مع دمشق.. بسام أبو عبد الله: “الهدف قطع المسار الروسي التركي”

by Athr Press A

لعلّ التصريحات الرسمية التركية الأخيرة حول التقارب مع دمشق، ولا سيما نفي وزير الداخلية التركي “سليمان صويلو”، وجود أي عملية عسكرية تركية شمالي سوريا، قد طرحت عدة تساؤلات في الأوساط السياسية السورية حول التحول الجديد في المواقف التركية وتوقيته، وخاصةً عن مدى قدرة أنقرة إذا كانت جديّة في ترميم علاقاتها مع دمشق، بالرد على المتضررين في الداخل التركي، والأطراف الدولية التي تريد قطع أي مصالحة تركيّة – سوريّة تزيل التوترات بين البلدين، وتعزز الدور الروسي في المنطقة.

وتعليقاً على ذلك، يرى أستاذ العلاقات الدولية الدكتور بسام أبو عبد الله عبر مقال نشره في صحيفة “الوطن”، أنه “في التاسع عشر من كانون الأول 2016 تمّ اغتيال السفير الروسي في أنقرة “أندريه كارلوف” خلال زيارته لمعرض فني في العاصمة التركية، وذلك قبل يوم واحد من انعقاد لقاء ثلاثي روسي تركي إيراني لوزراء الدفاع والخارجية لبحث المسألة السورية”، متابعاً: “اغتيال سفير دولة عظمى يمكن أن يتسبب بحرب بين البلدين، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد حينها أن الجريمة بلا شك استفزاز يهدف لإفساد تطبيع العلاقات الروسية التركية، وإفساد عملية السلام السورية التي تدفعها روسيا وتركيا وإيران”.

ولفت أبو عبد الله إلى أن” الأطراف التي كانت تريد قطع المسار الروسي – التركي، هي نفسها التي تعمل الآن على قطع الطريق أمام أي تقارب سوري – تركي”، مشيراً إلى أن “رئيس حزب المستقبل حالياً ووزير الخارجية التركي ورئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، أحد أكثر الأطراف المنزعجة من أي تقارب سوري – تركي”، وهو الرجل الوحيد الذي عبّرت وزيرة الخارجية الأميركية الأسبق “هيلاري كلينتون” والبنتاغون عن انزعاجهما الشديد من طرده من موقعه، وقالوا آنذاك: “لقد طرد رجلنا في تركيا”.

وحول صراع التيارات السياسية داخل تركيا، أوضح أبو عبد الله أن هناك اتجاهاً أوراسياً كان صغيراً وتوسع لاحقاً، يتحدث عن أن توجه تركيا المستقبلي يجب أن يكون مع روسيا والصين وإيران، ودول جوارها، وهذا فيه مصالح كبيرة لتركيا، واتجاهاً آخر أطلسي يرى أن تركيا يجب أن تبقى في توجهاتها الأساسية مع الغرب وأوروبا، وأن مصالحها مع هذه الكتلة العالمية وليس مع الكتلة الصاعدة، ويمثل هذا الاتجاه المعارضة التركية الحالية، التي يسمونها في تركيا “معارضة بايدن”، الذي كان قد أعلن منذ وصوله للسلطة أنه سيسقط أردوغان ديمقراطياً عبر دعم المعارضة التركية”.

يشير خبراء إلى أنه ثمّة التقاء مصالح سوريّة – تركيّة حول ملفّ اللاجئين، الذين ترغب أنقرة في التخلُّص من عبئهم، قبيل الانتخابات الرئاسية المقرَّرة العام القادم، فيما تسعى الدولة السورية إلى رفع وتيرة إعادتهم من جميع دول الجوار، ضمن مخطّط يتمّ العمل عليه سواءً مع لبنان أو مع الأردن، حيث تريد تركيا أن تكون جزءاً منه، بحسب التسريبات التي بدأت بعض الصحف التركية المحسوبة على حزب “العدالة والتنمية” الحاكم نشرها، حول نيّة البدء بإعادة اللاجئين إلى محافظات عدّة، من بينها حلب وحمص الخاضعتان لسيطرة الدولة السورية.

وفي وقت سابق، حاولت تركيا تثبيت شرعية “الائتلاف السوري” بحسب ما نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، بصفة ممثّل عن المعارضة، تمهيداً لدخوله حوارات مع الحكومة السورية، تستهدف التوصّل إلى اتفاق سياسي تتعهّد أنقرة أن يتبعه انسحاب قوّاتها من الأراضي السورية، لكن هذا الطرح قوبل برفض من دمشق، التي شدّدت على ضرورة وقف الدعم التركي للفصائل المسلّحة، وانسحاب القوّات التركية من المناطق التي تسيطر عليها كشرط للارتقاء بمستوى العلاقات مع تركيا.

أثر برس

اقرأ أيضاً