نشرت صحيفة “أوراسيا ديلي”، الروسية مقالاً حول الوعي السائد داخل الجيش التركي لمحاولات واشنطن توريط تركيا في حرب مع روسيا، وأن الجنرالات الأتراك ينصحون بالانسحاب من إدلب السورية.
وترى الصحيفة أنه لا يزال خطر الصدام المباشر بين الروس والأتراك كبيراً، لذلك فمن المهم ملاحظة كيف ينظر الضباط الأتراك السابقون رفيعو الرتب إلى توريط بلادهم في حرب مع روسيا.
وفي الصدد، يشير المعلقون العسكريون إلى التغيير الكبير في أجواء الجيش التركي بعد قمع محاولة الانقلاب في يوليو 2016، ففي أوساط جيش جناح الناتو الشرق أوسطي، يلاحظ تصاعد المشاعر القومية، على الرغم من الإدراك الواسع النطاق للعواقب الوخيمة على تركيا، لأي مواجهة مع روسيا، حتى لو تلقت أنقرة دعماً حقيقياً وليس لفظياً من الولايات المتحدة، وهناك شعور بأن القوى الخارجية تجر تركيا إلى لعبة، قد تكون نتائجها مؤسفة، ويعبّر الجنرالات الأتراك المتقاعدون الآن عن مخاوفهم بشأن هذا.
وتشير الصحيفة إلى ما قاله الأميرال السابق بالبحرية التركية، تيوركير إرتيورك، في مقابلة مع صحيفة محلية عندما اعتبر أنه: “ليس من المربح لبلدنا أن يعمل ضد الحكومة المركزية السورية ويتحمل عبء حرب بالوساطة عن الإمبرياليين”، وإلى ما نوه إليه العميد التركي المتقاعد إردال شينر بأن تركيا اليوم تفتقر إلى سياسة واضحة المعالم فيما يتعلق بسورية، وما “المناطق الأمنية” التي يحاول الرئيس رجب طيب أردوغان إقامتها في الجمهورية العربية المجاورة، إلا “أداة للتأثير في السياسة الإقليمية، فرضتها الولايات المتحدة”.
في حين يرى الجنرالات الأتراك المتقاعدون أن من مصلحة تركيا سحب قواتها من إدلب، إلا أن هناك خلافاً داخلياً بين العسكريين والمدنيين المعينين من قبل أردوغان في قيادة الأركان العامة ووزارة الدفاع، مؤكدة أن “ضباط الأركان مستاؤون من قلة الكفاءة لكنهم موالون تماما للزعيم التركي”.