بدا موضوع عودة سوريا إلى مقعدها في “الجامعة العربية” أمراً مشكوكاً به بعد اجتماع “مجلس التعاون الخليجي” في جدة مطلع الأسبوع الجاري، إذ لم يحسم البيان الختامي للاجتماع هذا الملف، كما أفادت التسريبات الصحفية وجود خلافات بين الدول المشاركة حوله.
صحيفة “الأخبار” اللبنانية نقلت عن مصادر إعلامية عربية مواكبة لمسار اللقاءات السعودية – السورية، أن الجانب السعودي أبلغ نظيره السوري بأن الاجتماعات العربية الأخيرة، سواء الثنائية أو الموسّعة، حول المسألة السورية، أظهرت أن مواقف كل من قطر والكويت ومصر والأردن من عودة سوريا إلى مقعدها في “الجامعة العربية” ترَاوحت ما بين البرودة والممانعة والمعارضة.
وأكدت المصادر أن “الرياض أبلغت دمشق، أن وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، يعتقد بضرورة إعادة الاعتبار إلى مؤسسة الجامعة، على اعتبار أن الدور العربي الإقليمي يحتاج إلى تفعيل هذه المؤسّسات على قاعدة عدم إقصاء أيّ طرف”، مضيفة أن “السعودية أكدت لسوريا، أنها ستواصل مساعيها من أجل تذليل العقبات أمام عودة الأخيرة إلى الجامعة، قبيل موعد القمّة العربية المقبلة، والتي يرغب ابن سلمان في أن يكون الرئيس بشار الأسد، حاضراً فيها”.
وسبق أن أكدت تسريبات صحفية انتشرت بعد اجتماع “مجلس التعاون الخليجي” أن الحوارات الجانبية التي أجراها بعض الوزراء، خلال الاجتماع أشارت إلى أنه “من غير المعقول أن تعود دمشق إلى الجامعة العربية من قبل أن يعود الملايين من اللاجئين السوريين إلى بلدهم لتبقى البلدان التي تستضيفهم هي التي تتحمل العبء” مضيفة أنه “على هذا الأساس فإن الاجتماع التشاوري انتهى إلى ما يشبه القول إنه لا عودة لدمشق إلى الجامعة العربية، ولكن لا عودة عن استئناف العلاقات الثنائية معها في آن واحد”، وكذلك أشار تقرير نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية إلى وجود “خلاف عربي حاد بشأن التقارب السعودي الأخير مع سوريا، اتضحت معالمه عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب في مدينة جدة السعودية، لمناقشة قبول قبول إعادة سوريا في جامعة الدول العربية”.