أثر برس

الجمعة - 19 أبريل - 2024

Search

صحيفة أمريكية: هل سخر ابن سلمان من العالم حين أعلن حربه على التطرف؟

by Athr Press M

نشرت صحيفة “فورين بوليسي” الأمريكية مقالاً للصحفي “جورج لينتسون” يتحدث فيه حملة الوهمية التي يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضد التطرف، والتي لا تتعدى أوراق الصحف وشاشات القنوات الإعلامية.

وجاء في المقال:

أعلن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، عن حملة شرسة يقودها بنفسه ضد ما وصفه بـ”التطرف” لمحاربة التشدد وإعادة السعودية إلى الإسلام المعتدل، ولكن هذه الحملة لم تطل حتى اليوم إلا دعاة الإسلام المعتدلين دون غيرهم.

وخلافاً لهذه المزاعم والتعهدات، فإن سجل ولي العهد على مدى العامين الماضيين، يظهر أن رجال الدين الذين استهدفهم يمكن وصفهم بأي شيء إلا أن يكونوا متطرفين، ومن بين الذين رماهم في السجن عدد كبير من دعاة الاعتدال، الذي يزعم أنه يدافع عنه، في وقت واصل فيه المتشددون الدينيون نشاطهم في المملكة دون أي عقبات.

وعلى ما يبدو أن محمد بن سلمان قد فهم معنى التطرف بشكل خاطئ، حيث أنه يحارب من يعارضه بالسياسة وليس من يدعو إلى التشدد الديني والفكري، حيث تلاحق السلطات في السعودية من يعارضون سياساته.

وخلافاً للعلماء المعتدلين الذين اعتقلوا في عام 2017، فإن العلماء والمعروفين بقربهم من ولي العهد أصدروا فتاوى عدة تحرم على المسلمين الاحتجاج أو حتى انتقاد الحكام علانية.

وتواصل الحكومة السعودية دعم شخصياتٍ محددة وتروج لها، واعتقال الأصوات المعتدلة والتحرش بها وتعذيبها، من المثقفين والناشطات، ليصل بعض الحالات إلى حكم الإعدام، في محاكمات سرية تنقصها الإجراءات القانونية والمستقلة عن التأثير السياسي.

على العالم التعامل مع سياسات ولي العهد في سياقها، فما يقوم به محمد بن سلمان منذ عامين لا علاقة له بمكافحة الإرهاب والتطرف، إنه يستهدف الاعتدال، ويضعف الخطاب المستقل، الذي كان من الناحية التاريخية حاجزاً ضد التطرف، وفي الوقت ذاته يقوم بتقوية المتشددين، الذين أضفوا الشرعية على حكمه القمعي وتعزيز مواقفهم، وقد تؤدي هذه السياسة، ولو بشكل مؤقت، إلى إسكات الأصوات الناقدة لكنها تخلق جواً يسمح بنمو التشدد.

اقرأ أيضاً