أثر برس

الجمعة - 19 أبريل - 2024

Search

شكاوى بالجملة من معمل أسمنت طرطوس.. عضو المكتب التنفيذي يؤكد: نقله بحاجة إلى قرار مركزي

by Athr Press G

خاص || أثر برس شكاوى بالجملة، وأصوات فردى، وحناجر مجتمعة أسهبت تارة وأوجزت تارة أخرى على مدى سنوات طويلة، واقع حال معاناة الأهالي اليومية القاطنين بالقرب من معمل الأسمنت في طرطوس؛ فالغبار المنتشر في الجو لم تألفه صدور الأهالي، ولم تستسغه الأنوف المتعثرة بالبحث عن الأوكسجين النقي.

الكل متفق مع الأهالي أن للمعمل آثاره السلبية، لكنه ضروري، وموقعه استراتيجي، ودوره اقتصادي وعليه فإنه باقٍ، على الأقل للمدى المنظور، طالما أن المقالع عامرة بالمادة الأولية، والإنتاج فيه على قدم وساق، ناهيك عن عدد العمال الكبير الموجودين فيه.

وقال عدد من الأهالي القاطنين بالقرب من المعمل لـ “أثر”: “صحيح أن المعمل ليس حديث العهد وإنما عمره سنوات، لكن واقع الحال في الأشهر الأخيرة بات صعباً للغاية؛ فالغبار بات كثيفاً جداً لدرجة أننا لم نعد نستطيع استنشاق الهواء”، مشيرين إلى وجود أشخاص يعانون من الربو، وأشخاص آخرين باتوا يعانون من التحسس.

وأضاف الأهالي: “هذه الآثار الواضحة من استنشاقنا للغبار الناجم عن المعمل، فماذا عن الآثار الخفية التي تهدد صحتنا من دون أن ندري بها، خاصة أن الاشجار الموجودة في المنطقة استغنت عن لونها أخضر وبات بلون الأسمنت”.

وتابع الأهالي: “حتى أسعار العقارات في المنطقة تأثرت بوجود المعمل؛ فأي عقار يتم عرضه للبيع يتم تخمين المتر المربع بأقل من نصف ثمنه الحقيقي، لوجوده بالقرب من المعمل”.

وقال عضو المكتب التنفيذي المختص بشؤون البيئة جابر حسن لـ “أثر”: “معمل الأسمنت موجود منذ سنين طويلة، لتوضّع مقالع المادة الأولية المستخدمة في التصنيع بالقرب منه، وهذا يجعل توقف المعمل أو إزالته من مكانه في الوقت الحالي غير وارد”، مضيفاً: “قرار نقل المعمل من مكانه مركزي وليس من صلاحيات المحافظة”.

ولم ينفِ حسن آثار المعمل السلبية على الأماكن القريبة منه، خاصة فيما يتعلق بالغبار الناتج عنه، لكن الشركة تعالج هذا الأمر بوضع فلاتر للتخفيف من الغبار، واستدرك قائلاً: “لكن مع مرور الوقت تضعف كفاءة هذه الفلاتر، إذ يجب على المؤسسة تبديلها أو صيانتها”.

وأكد حسن أن آثار المعمل السلبية موجودة ولكن ليست بالضخامة التي يتحدّث عنها المواطنون الذين يضغطون لإيجاد مكان بديل للمعمل الذي يشغّل عدداً كبيراً من العمال، وأضاف: “الدولة تسعى بكل طاقتها لمعالجة قضايا المواطنين بالإمكانيات المتاحة، وبالنسبة لمعمل الأسمنت يجب أن تكون هناك أسباب موجبة لنقله”، مبيناً أنه عندما تنتهي المادة الأولية الموجودة في المنطقة أو تشارف على الانتهاء فإنه سيتم البحث عن مكان بديل للمعمل.

كما أكد مدير البيئة بطرطوس علي داوود  في تصريح صحافي أن معمل الأسمنت كارثة بيئية وإنسانية، وكل الجهات المحلية والمركزية المعنية تعلم بالأمر، والكتب الرسمية باتت بالعشرات وكلها تشير إلى أن نسب التلوث فاقت الحدود المسموح بها بمراحل كثيرة، مبيناً أن الحل مرهون برئاسة مجلس الوزراء أو بفرض عقوبات من المجلس الأعلى للبيئة، والحل مركزي فقط.

صفاء علي – طرطوس

اقرأ أيضاً