خاص|| أثر برس يجرى اليوم الإثنين في العاصمة الأردنية عمّان اجتماع يضم وزراء خارجية سوريا والسعودية ومصر والأردن والعراق، وذلك بعد أسبوعين من اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي الذي جرى في جدة بحضور مصر والعراق.
الاجتماع يجري في الوقت الذي يزداد فيه التوجه العربي نحو دمشق، وسبقه عدد من التحركات السورية والعربية، وأبرزها الجولة التي أجراها وزير الخارجية فيصل المقداد بين عدد من العواصم العربية وزيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، إلى سوريا ولقائه الرئيس بشار الأسد، وسط وجود عدد من التسريبات التي تؤكد أن السعودية تعمل على إعادة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية في القمة المفترض عقدها بعد أسبوعين في الرياض، وفي هذا السياق يؤكد مدير “مركز القدس للدراسات” -ومقره الأردن- عريب الرنتاوي، في حديث لـ”أثر” أن هذا الاجتماع من شأنه أن يحسم عودة سوريا إلى الجامعة العربية، مشيراً إلى وجود جملة من الاتصالات العربية- العربية والعربية- السورية في هذا الشأن.
وأوضح الرنتاوي أن هناك 3 مواقف عربية إزاء هذا الملف، منهم من يعارض العودة ومنهم من لا يمانع ومنهم من يتخذ موقف الحياد، مضيفاً أن “اجتماع الأردن سيغربل جميع المواقف للتأكيد ما إذا كانت سوريا ستحضر قمة الرياض بعد أسبوعين أم لا”، مضيفاً “حصلت في هذا الصدد مجموعة من الاتصالات العربية- العربية والعربية- السورية وجرى تبادل الكثير من الأفكار والمقترحات لما يمكن تحقيقه وما يتعذر تحقيقه ، وبالتالي فإن هذا الاجتماع يعتبر مهماً جداً لأنه ربما يُبنى عليه الموقف النهائي من دعوة دمشق للمشاركة في القمة العربية”.
وتابع الرنتاوي أنه “في اجتماع جدة طرح بعض العرب ملاحظات ومطالبات للتطبيع مع سوريا وعودة سوريا للجامعة”، موضحاً أنه عندما زار وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان دمشق، “أوصل هذه الملاحظات إلى الجانب السوري، ومن المفترض أنه توصل لأجوبة بهذا المجال”.
لماذا الأردن؟
يعتبر هذا الاجتماع هو أول اجتماع لوزراء خارجية عرب تحضره سوريا منذ بداية الحرب، وتستضيفه الأردن التي سبق أن أعلنت مبادرة للحل في سوريا بمشاركة السعودية وعدد من الدول العربية، وتعتمد مبدأ الخطوة مقابل خطوة.
وبعد أشهر قليلة من طرح هذه المبادرة من وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، لاقت هذه المبادرة الإجماع الأكبر من الدول العربية المؤيدة والرافضة لعودة دمشق بما فيها قطر، وفي هذا السياق يقول مدير “مركز القدس للدراسات”: “المبادرة الأردنية مقبولة من معظم الأطراف العربية، بما فيها قطر” ،مشيراً إلى وجود تحفظات عند الجانب السوري لهذه المبادرة سيما فيما يتعلق بشقها السياسي، موضحاً أنه من المتوقع أن تكون هناك نقاط في المبادرة يمكن أن تتجاوب معها دمشق إيجابياً.
وتعتبر الأردن من أولى الدول العربية التي تواصلت مع الإدارة الأمريكية بخصوص سوريا، ففي عام 2021 زار ملك الأردن عبد الله الثاني واشنطن، وناقش معه قانون عقوبات “قيصر” المفروض على سوريا وأكد أن تقديم المساعدة إلى سوريا يصب في مصلحة دول المنطقة كافة سيما الأردن، مؤكداً أن بلاده هي أكثر بلد تضرر اقتصادياً بعد سوريا جراء العقوبات الأمريكية.
وسبق أن أكد أمين عام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، في لقاء تلفزيوني أن الحرب السورية حُسمت لمصلحة الدولة، ومسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية باتت مسألة وقت فقط لكن القرار بات محسوماً.
زهراء سرحان