نقلت قناة 12 الإسرائيلية عن مصادر سورية أن التطبيع بين سوريا وإسرائيل قد يُنجز قبل نهاية العام الجاري، فيما أكدت مصادر أخرى لقناة 14 وجود مساعي لربط التطبيع مع سوريا مع تحسين العلاقات بين إسرائيل وتركيا.
ولفتت القناة إلى أنه “بينما تستمر المفاوضات خلف الكواليس للتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل وسوريا، أكدت مصادر في دمشق أنه من المتوقع بناء العلاقات تدريجيا بحلول نهاية العام”.
وأضافت مصادر قناة 12 أن “الضغط الأمريكي المكثف بقيادة ترامب، والتغيرات الجيوسياسية في المنطقة تتيح فرصة سانحة. لكن المطالبة بالتنازلات من جميع الأطراف تشير إلى أن الطريق لا يزال مليئا بالألغام”.
وأوضحت مصادر القناة أن “الخطوة الأولى التي بدأت تظهر هي توقيع اتفاقية أمنية وعسكرية تتضمن التزاماً باحترام اتفاقية عام 1974 (فصل القوات بين إسرائيل وسوريا) وفي الخطوة الثانية فقط، يتوقع بدء محادثات حول مستقبل مرتفعات الجولان، مع استعداد سوري معين للمرونة”.
وقال المصدر للقناة 12: “يظهر الرئيس أحمد الشرع انفتاحا استثنائيا تجاه السلام مع إسرائيل، وهو يسعى جاهدا للتوصل إلى اتفاق، كما عبر عن ذلك في لقاءاته مع ترامب والمبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك. إلا أن هذا السلام لن يتحقق إلا في ظل اتفاق إقليمي واسع النطاق، وعبر تلبية المطالب”.
نقلت قناة “14” الإسرائيلية عن مصادرها أن خريطة الطريق التي وضعها رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترمب للتطبيع في الشرق الأوسط خلال الأشهر القريبة القادمة، تبدأ من سوريا وتركيا.
وأضافت القناة العبرية أنه وفي الأسابيع الأخيرة أُحرز تقدم ملحوظ في المحادثات مع النظام الجديد في دمشق.
ونقلت القناة عن مصدر سياسي: “الشرع لم يتحول إلى صهيوني لكن المصالح هي التي تملي عليه مسار خطواته”.
وأوضحت القناة أنه في هذه الأثناء يسعى الأمريكيون إلى ربط التطبيع مع سوريا أيضاً بتحسين العلاقات بين إسرائيل وتركيا.
وعلى هذه الخلفية، يمكن ربما فهم تصريح توم باراك سفير الولايات المتحدة في أنقرة والذي يعمل أيضا كمبعوث خاص لسوريا، عندما قال إن “الخلاف بين واشنطن وأنقرة بخصوص تزويد تركيا بطائرات F-35 قد يحل قريبا”، وفق المصدر ذاته.
أما فيما يتعلق بلبنان، فالوضع أكثر تعقيدا ويتوقف بدرجة كبيرة على نضوج المسار المتعلق بنزع سلاح حزب الله وهو ما لم يتحقق بعد، لكن الحكومة في بيروت وخصوصا الإدارة الأمريكية، لم تتنازل بعد عن هذا الهدف.
وتشير “القناة 14” العبرية إلى أنه وفي المرحلة التالية من المفترض أن تنضم السعودية لكنها لن تفعل ذلك إلا بعد انتهاء الحرب في غزة بسبب الرأي العام داخل المملكة.
وفي سياق متصل، نقل موقع أكسيوس الأمريكي أمس الإثنين عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أن إدارة الرئيس دونالد ترمب، تجري “مباحثات تمهيدية” لإبرام اتفاق أمني محتمل بين سوريا وإسرائيل.
وأضاف أكسيوس أن الهدف من المحادثات هو تخفيف التوترات على الحدود وتحديث الترتيبات الأمنية، مؤكداً أن هذه الخطوة قد تمهد الطريق لمفاوضات سلام وتطبيع في المستقبل.
وبحسب المصادر الأمريكية والإسرائيلية فإن تل أبيب تضغط لضمان أن أي حوار سينتهي باتفاق سلام شامل، لكنها تعتبر أن تحقيق تقدم سيستغرق وقتاً، خاصة في ظل تعقيدات مثل مصير هضبة الجولان السورية المحتلة، التي تصر إسرائيل على الاحتفاظ بها.
وفي وقت سابق، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك: “إن الإدارة السورية الحالية تجري محادثات بهدوء مع إسرائيل حول كل القضايا”، وفق ما نقلته قناة “الجزيرة”.