نشرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية تقريراً حول المفاوضات السورية- الإسرائيلية التي تستضيفها الإمارات، والتي تحدث عنها رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، خلال زيارته إلى فرنسا التي أجراها بتاريخ 7 أيار الجاري.
وأفادت “يديعوت أحرنوت” في تقرير نشرته بتاريخ 8 أيار الجاري، بأن وفداً حكومياً سورياً اجتمع مع أكاديميين إسرائيليين من خلفية أمنية على طاولة واحدة في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.
وأضافت الصحيفة العبرية أن “الإمارات استضافت بأحد المقرات الحكومية ثلاثة لقاءات جمعت أكاديميين إسرائيليين من خلفية أمنية مع ثلاثة من مساعدي الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع”.
و”طلب السوريون، بحضور وسطاء من أبو ظبي، في تلك المحادثات أن تمنح إسرائيل الشرع، وقتاً للاستعداد وتثبيت نظام داخلي جديد داخل سوريا، وطالبوها بحزم بوقف الهجمات الجوية على أراضيهم”، وفق ما نقلته “يديعوت أحرنوت”.
وخلال الاجتماع، نقل السوريون إلى “الجانب الإسرائيلي” عن الشرع قوله: “إن سوريا ليست لها مصلحة في الصراعات مع جيرانها، بما في ذلك إسرائيل”.
من جهة أخرى، أفادت الصحيفة بأن “الإسرائيليين” ناقشوا الهجمات على الطائفة الدرزية في سوريا وقالوا: “إن إسرائيل لن تتحمل الهجمات على الدروز الذين هم إخواننا في الدماء” وفق تعبيرهم.
وحول تصريح الشرع بأن سوريا لا تبحث عن صراع مع جيرانها، بما في ذلك “إسرائيل”، قال أعضاء “الفريق الإسرائيلي”: “كان إيجابياً، لكنه لم يكن كافياً”.
وأضافت الصحيفة أن الجانبين، السوري و”الإسرائيلي” ركزا على الوضع الأمني، مؤكدين أن “الجانب السوري قضى تماماً على الإيرانيين الذين كانوا يؤرقون إسرائيل، ويهددونها من الحدود السورية”.
ولم يحدد التقرير العبري موعد الاجتماع الذي جرى بين الجانبين السوري و”الإسرائيلي” في الإمارات، فيما أكد أن آخر المباحثات جرت بعد زيارة الرئيس السوري الشرع إلى الإمارات، في 13 من نيسان الماضي”.
بدورها، نقلت صحيفة “هآرتس” العبرية عن مصادر سورية غير حكومية، أن “إسرائيل على اتصال مباشر مع النظام السوري”، مضيفة أن “وفداً من المسؤولين السوريين، بينهم مسؤولان رفيعو المستوى، زاروا إسرائيل مؤخراً”.
وأفادت الصحيفة بأن الزيارة التي وصفتها بـ”السرية” جرت في نهاية نيسان الماضي، واستمرت عدة أيام التقى خلالها أعضاء الوفد بمسؤولين أمنيين إسرائيليين.
وفي 7 أيار الجاري نقلت وكالة “رويترز” عن ثلاثة مصادر لم تسمهم، أن الإمارات أنشأت قناة للمحادثات بين “إسرائيل” وسوريا، وقالت: “إن الاتصالات غير المباشرة التي لم يعلن عنها من قبل، تركز على مسائل الأمن والاستخبارات وبناء الثقة بين سوريا وإسرائيل اللتين لا تربطهما علاقات رسمية”.
ووصف أحد المصادر للوكالة، الجهود التي بدأت بعد أيام من زيارة الشرع، إلى الإمارات، بأنها تركز حالياً على “المسائل الفنية” وقال: “لا يوجد حد لما قد يناقش في نهاية المطاف”.
وخلال زيارته إلى فرنسا، أكد الشرع، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن هناك مفاوضات غير مباشرة بين بلاده و”إسرائيل” عبر وسطاء لتهدئة الأوضاع وعدم فقدان السيطرة.
وبالتزامن مع المحادثات السورية- الإسرائيلية، تستضيف اذربيجان مفاوضات تركية- إسرائيلية، وكانت الجولة الثالثة لهذه المفاوضات بتاريخ 8 أيار الجاري، وعُقدت بمشاركة كبار المسؤولين، وسط توترات متزايدة تشهدها سوريا حول الدور التركي في سوريا.
وأكدت “هيئة البث الإسرائيلية- مكان” أن هذه الجولة تُعقد على أعلى مستوى تمثيلي حتى الآن مقارنة بالجولات السابقة، مشيرة إلى أن المفاوضات ستركز على التوتر المتصاعد بشأن الدور التركي في سوريا، في ظل خطط أنقرة لإنشاء سبع قواعد عسكرية داخل الأراضي السورية.
وأضافت أن “الجانب الإسرائيلي” سيطرح مطلبين رئيسيين: “الأول، عدم وجود أي قوة عسكرية تشكل تهديداً لإسرائيل قرب الحدود السورية؛ والثاني، عدم إدخال أسلحة استراتيجية إلى سوريا قد تعرض أمن إسرائيل للخطر”.
يشار إلى أن الأيام الأولى من شهر أيار الجاري شهدت تصعيداً “إسرائيلياً” لافتاً، إذ نفذت “إسرائيل” خلال يومين أكثر من 10 غارات طالت إحداها محيط القصر الرئاسي في العاصمة دمشق، إلى جانب التصريحات الإسرائيلية التي أكدت جاهزية “الجيش الإسرائيلي” في الجنوب السوري لمراقبة أي تطور قد يطرأ على الميدان.