أثر برس

طارحاً استراتيجية لإصلاح الإعلام فيها.. الوزير: حرية التعبير في سوريا مقيدة

by Athr Press G

تحدث وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى عن مستقبل الإعلام في سوريا، معتبراً أن سوريا أمام فرصة تاريخية نادرة لإحداث تحول عميق في بنية إعلامها.

وقال المصطفى صحيفة “ليفانت 24” إن التحديات الأساسية لا تزال ماثلة أمام المشهد الإعلامي، نتيجة “الإرث العميق من تشويه وسائل الإعلام والانحلال المؤسسي الموروث من النظام المخلوع”.

ويرى وزير الإعلام أن المؤسسات الإعلامية الحالية تعاني نقصاً حاداً في المهنية، وضعفاً في ثقافة حرية الصحافة واستقلالية التحرير، وتفشياً للخطاب الشعبوي الذي يُستخدم كأداة للتأثير السلبي على الرأي العام.

ووفقاً للمصطفى، النظام السابق رسّخ خلال 14 عاماً خطاباً طائفياً منهجياً، وشوّه صورة سكان المناطق الخارجة عن سيطرته، ما أدى إلى انقسامات مجتمعية عميقة، مشيراً إلى أن آثار هذه السياسة تظهر اليوم في انتشار خطاب الكراهية والإقصاء والطائفية على منصات التواصل، ما يصعّب بناء إعلام وطني شامل ومهني يحظى بثقة الجمهور.

أما عن مستقبل الإعلام في سوريا، كشف أن وزارة الإعلام بادرت إلى تطوير رؤى واستراتيجيات شاملة تهدف إلى إعادة هيكلة الإعلام الرسمي على أسس موضوعية، تشمل إطاراً قانونياً وأخلاقياً يتضمن “مدوّنة أخلاقيات” تنظم العمل الإعلامي دون المساس بحرية التعبير.

كما تسعى الوزارة إلى منع استغلال الإعلام كأداة للاستقطاب أو تأجيج الانقسامات المجتمعية، وتركّز على ترسيخ ثقافة إعلامية توظف النقد بشكل بنّاء لتعزيز التماسك الاجتماعي.

وأشار إلى أن الوزارة عقدت اجتماعات مع صحفيين وناشطين مخضرمين لتحديد معايير تحريرية واضحة، لا سيما في القضايا الحساسة مثل المصالحة، والمقابر الجماعية، وتوثيق مراكز الاحتجاز السابقة، مشيراً إلى أن هذه المواضيع أدّت إلى تعرض بعض الصحفيين لانتقادات بسبب تقاريرهم الضعيفة أو غير الأخلاقية.

ويرى وزير الإعلام أن حرية التعبير في سوريا لا تزال مقيدة مقارنة بالدول الديمقراطية، لكن البلاد تتخذ خطوات أولى نحو الإصلاح، مضيفاً أن الحكومة أظهرت انفتاحاً على النقد الإعلامي، وأبدت استعداداً لتوسيع مساحة حرية التعبير.

وأوضح أن وزارة الإعلام تسعى إلى تعزيز التعددية والشفافية عبر التعاون مع مؤسسات دولية، والعمل على برامج تدريبية مع جهات مثل “مراسلون بلا حدود” و”الاتحاد العربي للصحافة”، بهدف اعتماد بطاقة صحفية موحدة للصحفيين السوريين في الخارج.

وأشار إلى أن بعض الصحفيين المحليين ما زالوا يعانون من مضايقات ورقابة ذاتية، خصوصاً عند تغطية أحداث سياسية حساسة، مضيفاً أن ذلك يدل على بقاء عادات هيكلية راسخة يجب كسرها بشكل حاسم لتجذير حرية الصحافة.

أثر برس

اقرأ أيضاً