أثر برس

الخميس - 25 أبريل - 2024

Search

زراعة “الحشيش” في مناطق “قسد” في الشرقية

by Athr Press G

خاص || أثر برس

لم يعد الجزء الذي تسيطر عليه الوحدات الكردية من ما يسمى بـ “طريق الأفيون”، المنقول من أفغانستان، هو المصدر الوحيد لمواردها الذاتية من تجارة المخدرات، فزراعة “الحشيش” توسعت لتشمل مناطق من سورية والعراق بإشراف مباشر من الوحدات الكردية التي تعد المكون العسكري الأكبر لـ “قوات سوريا الديمقراطية”.

بحسب المعلومات التي حصل عليها “أثر برس”، فإن سوق تجارة المخدرات في المناطق الشرقية يخضع لسيطرة قادة ميدانيين من “قوات سوريا الديمقراطية”، من جنسيات غير سورية، يرتبطون بشكل مباشر بـ”حزب العمال الكردستاني”، الذي يسيطر على جزء من قرى جبل سنجار في الجانبين السوري والعراقي، ويعد هذا الجبل المصدر الأساس لزراعة “الحشيش والخشخاش” الذي تستخرج منه مادة “الأفيون” المخدرة، وتحولت الحقول التي كانت تستخدم لزراعة التبغ في الجزء العراقي من الجبل إلى زراعة هاتين المادتين، ليصار إلى نقل المحصول عبر الطرق القديمة التي تربطها مع الأراضي السورية، وهي طرق تخضع لسيطرة الوحدات الكردية بشكل مباشر.

الأراضي الزراعية الواقعة على السفح الغربي لجبل سنجار تقع ضمن الأراضي السورية، وجزء كبير منها تحول من زراعة القمح والشعير والقطن إلى زراعة “الحشيش” بالاعتماد على الآبار العميقة التي حفرت خلال العام الماضي بعد خروج تنظيم “داعش” من المنطقة، وتمنع “قسد” على الغرباء دخول هذه المناطق التي تعد محظورة على وسائل الإعلام والصحفيين، الأمر الذي يجنبها الوقوع في مطب “التقارير الإعلامية”، وتؤكد المصادر المحلية، أن من يرغب بزراعة أي مادة مخدرة من غير المرتبطين بـ “قسد”، يتم إحراق أرضه بعد مصادرة المحصول.

مصادر متعددة أكدت لـ “أثر برس”، أن زراعة “الحشيش والخشخاش” في سورية، تتركز في محيط مدن “تل أبيض – سلوك” في ريف الرقة الشمالي، إضافة إلى محيط مدينة “عين العرب”، وغالباً ما يكون الناتج من هذه الزراعة للتصدير، على أن يتم ترويج جزء بسيط منه في المناطق الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، من قبل تجار الدخان المهرب الذين تحولوا بتجارتهم إلى المواد المخدرة ويرتبطون بشكل مباشر بـ “قسد”.

مهندس زراعي فضل عدم الكشف عن هويته، أكد لـ”أثر برس” أن بعض المهندسين الزراعيين الذين يعملون مع “قوات سوريا الديمقراطية”، علموا على تطوير سلالات جديدة من “الحشيش والخشخاش” لانتاج أنواع جديدة بات بعضها يعرف بـ “الأفيون السنجاري”، و”حشيش كوباني”، وذلك في محاولة لرفع سعر هذه المواد ومنافسة “الأفيون والحشيش” اللذان يهربان من “أفغانستان” إلى الأسواق الأوروبية.

أبرز المتعاونين مع “قوات سوريا الديمقراطية” في تجارة “الحشيش” والمواد المخدرة، هي الفصائل المرتبطة بالقوات التركية، فعلى الرغم من حالة العداء المعلنة ما بين الطرفين، إلا أن حركة التبادل التجاري بينهما لم تتوقف إلا في فترة محدودة كانت خلالها القوات التركية تهاجم مدينة “عفرين” والقرى التابعة لها في ريف حلب الشمالي الغربي ما بين شهري شباط وآذار من العام الماضي، وحالياً تمر قوافل النفط والمواد الغذائية وشحنات الدخان المهرب والمخدرات، من المعابر التجارية ما بين القرى الواقعة على ضفتي “نهر الساجور”، الذي يشكل خط الفصل بين مناطق “قسد” و مناطق الاحتلال التركي الشمال من مدينة “منبج” في ريف حلب الشرقي.

يشار إلى أنه وبحسب الرائج في مدن “القامشلي – الحسكة – الرقة”، فإن سعر الغرام الواحد من مادة “الحشيش” يبلغ 1000 ليرة سورية، فيما يروج إلى جانبها مواد مخدرة أخرى كحبوب “الترامادول أو البالتان”، وسعر الحبة الواحدة يتراوح بين 700 – 1000 ليرة سورية.

محمود عبد اللطيف – المنطقة الشرقية

اقرأ أيضاً