أثر برس

الثلاثاء - 30 أبريل - 2024

Search

مرفوضة سياسياً ولا مؤشرات ميدانية حولها.. خبراء: أصل المشكلة لم يُعالج والعملية التركية قد تكون مؤجلة

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس مضى يومان على الحديث التركي حول تجهيزات لعملية عسكرية تركية -لم يُحسم أمرها بعد- في الشمال السوري، تم خلالهما رصد مواقف بعض الجهات وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وسوريا، إلى جانب رصد بعض التحركات العسكرية التركي في الشمال السوري.

الإعلان التركي تزامن مع تطورات يشهدها الغرب لا سيما بخصوص حرب أوكرانيا، في وقت يؤكد فيه الخبراء أن أردوغان لن يُقدم على هذه الخطوة إلا بتنسيق وموافقة من الجانب الأمريكي، لذلك أفادت العديد من التحاليل بأن الرئيس التركي سيجعل موافقته على طلب السويد وفنلندا، للانضمام إلى “الناتو” مشروطاً بالحصول على دعم أوروبي وأمريكي لشن هذه العملية وتنفيذ مشروع “المنطقة الآمنة”، فكان التصريح الأمريكي رسمي وصدر من المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، بقوله: “ندين أي تصعيد، ونؤيد الإبقاء على خطوط وقف إطلاق النار الراهنة”.

وبخصوص موقف الدولة السورية، فحتى ساعة إعداد هذا التقرير لم يصدر أي تعليق رسمي سوري حول تهديدات أردوغان، في وقت تؤكد فيه الحكومة السورية باستمرار على نيتها بالقضاء على أي وجود أجنبي غير شرعي على أراضيها.

أما بالنسبة لروسيا فلم يصدر موقفاً رسمياً، وإنما اكتفت موسكو بدبلوماسييها الذين أدلوا بتصريحات إعلامية أكدوا من خلالها أنهم غير متخوفين من أي عملية عسكرية تركية، حيث نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن دبلوماسي روسي قوله: “إن موسكو وأنقرة تربطهما علاقات تعاون متينة في سوريا، وإن موسكو تنطلق من تفهم المصالح الأمنية التركية، لذلك فهي “لا تعلّق على تصريحات لا تخص بشكل مباشر جوهر الوضع والتفاهمات الروسية – التركية القائمة”.

فيما نقلت “الشرق الأوسط” عن خبراء تأكيدهم على أن موسكو ترى، أن تغييراً كبيراً قد يطرأ على الوضع الحالي في سوريا بسبب المطالب التركية، وبسبب توفر قناعة بأن الحلف الغربي لن يذهب نحو الاستجابة لشروط تركيا بإنشاء “منطقة آمنة” في الشمال السوري، نظراً لأن خطوة من هذا النوع سوف تعني أن تكون بلدان الحلف مضطرة لتوفير غطاء جوي يحمي هذه المنطقة، ما يعني احتمال الانخراط المباشر بالحرب السورية، وهو أمر ترى موسكو أن الولايات المتحدة لا ترغب به، كما أن البلدان الكبرى في الحلف تتجنبه بقوة، مؤكدين أن لدى موسكو قناعة بأن كل الأطراف الغربية لها مصلحة حالياً في تجميد “الصراع السوري” وليس إعادة تأجيجه.

وأضاف الخبراء، أن موسكو لم تمانع أصلاً في تطوير تركيا خطة إعادة مليون لاجئ إلى مناطق شمال سوريا بعد إنشاء بنى تحتية لازمة لذلك، وهي الخطة التي تعمل عليها تركيا بالفعل، ما يعني أن أنقرة عملياً، وفقاً لقناعة موسكو، ليست محتاجة لإنشاء “منطقة آمنة بغطاء جوي أطلسي، بل تستخدم الورقة فقط للضغط على الحلف، وقال الدبلوماسي الروسي، في هذا الإطار، إن ثمة قناعة في موسكو بأن تصريحات أردوغان تعكس إصرار أنقرة على مواصلة العمل بخطة إعادة مليون لاجئ، ولا تعني بالضرورة أن تكون أنقرة مضطرة لخوض عملية عسكرية جديدة، وفقاً لما نقلته “الشرق الأوسط”.

وكذلك الأمم المتحدة، أعربت عن رفضها لأي عدوان تركي في الشمال السوري، حيث قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: “إن سوريا بحاجة إلى تسوية سياسية ومساعدات إنسانية، وليس عمليات عسكرية قرب حدودها”.

وفيما يتعلق بالمشهد الميداني، فأكدت مصادر “أثر” أنه منذ أن أعلن الرئيس التركي عن وجود تجهيزات عسكرية تركية لشن عملية عسكرية في الشمال السوري، لم تشهد هذه الجبهات أي تحركات غير روتينة، مشيرة إلى أن هذه التحركات اقتصرت على دخول رتل عسكري تركي مساء أمس من معبر “الراعي” الحدودي باتجاه منطقة الباب الخاضعة لسيطرة أنقرة وفصائلها شمال شرقي حلب، إضافة إلى تسجيل تحليق استطلاعي استمر عدة ساعات فوق مناطق الريف الشمالي الغربي من قبل الطائرات التركية المسيّرة.

وفي هذا الصدد نشرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية مقالاً أكدت خلاله أن “المشهد الميداني لا يوحي بقرب وقوع عملية عسكرية كبيرة من النوع الذي يجري الحديث عنه، إذ تغيب أيّ تحشيدات للجيش التركي أو الفصائل المسلّحة المتعاونة معه، وهذا ما يعدّ مؤشراً يُعتدّ به”، فيما أشارت إلى أنه “على الرغم من ذلك، فإن تلك المعطيات لا تنفي الجدّية التركية في الإعداد للعملية، وإن لم تُطلَق في وقت قريب”.

الأمر ذاته الذي أكدته المحللة الخاصة بسوريا في مجموعة الأزمات الدولية، دارين خليفة، حيث نقل موقع “المونيتور” الأمريكي عن خليفة قولها: “إن التحرك العسكري التركي ضد وحدات حماية الشعب دائماً ممكناً، وعلى الرغم من الهدوء النسبي على طول حدود تركيا مع المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب في شمال سوريا منذ عام 2019”.

وأوضحت أنه “بينما نجح الوسطاء، بما في ذلك الولايات المتحدة، في تهدئة التوترات في السنوات الأخيرة، فإن جوهر القضية – العلاقات بين تركيا وحزب العمال الكردستاني – لم تتم معالجته”.

يشير الخبراء إلى أنه في هذه المرحلة لا مؤشرات لعدوان تركي جديد، مرجحين أن تنتهي تصريحات أردوغان بالحصول على بعض الامتيازات بالشمال السوري دون شن عملية عسكرية، مستندين إلى استثناء بعض المناطق التي يسيطر عليها أردوغان في سوريا من العقوبات الأمريكية.

زهراء سرحان 

اقرأ أيضاً