أثر برس

الجمعة - 29 مارس - 2024

Search

كل شهرين “صندوق” لنازحي شرق الفرات في ريف دير الزور.. وآخرون خارج خارطة المساعدات

by Athr Press G

خاص || أثر برس يعيش نحو 12 ألف شخص في مخيمات منسية في المثلث الصحراوي الذي يجمع أرياف المحافظات الشرقية، أبرز مخيمين موجودين في هذه المنطقة، هما “أم مدفع”، الواقع في ريف الحسكة الجنوبي الغربي، و”أبو خشب”، الواقع في ريف دير الزور الشمالي الغربي، إضافة إلى مجموعة من التجمعات العشوائية لنازحين مازالت “قوات سوريا الديمقراطية” ترفض عودتهم إلى قراهم الأصلية على الرغم من أنها باتت ضمن خارطة المناطق الآمنة وفقاً لمسميات “قسد” نفسها.

كل شهرين “كرتونة”

يؤكد كل من تواصل معهم “أثر برس”، من سكان مخيمي “أم مدفع – أبو خشب”، أن المساعدات الغذائية تصل كل شهرين مرة وهي مقدمة من الجمعيات الخيرية النشطة في محافظة الحسكة.

ولا تكفي كمية المواد الموجودة في “صندوق” المساعدات لأكثر من أسبوعين على أبعد تقدير، كما أن محتويات هذه السلال الغذائية غالباً ما تتعرض للسرقة من قبل الفرق التابعة لـ “قسد”، قبل عملية التوزيع، الأمر الذي كان “أثر برس”، قد تحدث عنه الشهر الماضي إذ كانت السلال الغذائية تحتوي على قائمة بمواد غير موجودة كـ “الطحين – الزيت – الرز”.

وتؤكد مصادر أهلية في المخيمين أن “سلال النظافة”، التي توزع من قبل الأمم المتحدة على النازحين، توزع أيضاً بمعدل مرة واحدة كل شهرين، وهي تحتوي على مجموعة من المنظفات والصابون والتي لا تكفي العوائل التي لا يسمح لها بالخروج من المخيم والعودة إلى القرى التي تسيطر عليها “قسد”، بحجة تخوف الأخيرة من عودة ظهور تنظيم “داعش”، في مناطق ريف دير الزور والرقة، علمأ بأن “قسد” نفسها تقوم بإعدة توطين عوائل تنظيم “داعش” في القرى التي خرجوا منها قبل أن تحتل القوات الأمريكية و”قسد”، آخر معاقل التنظيم في قرية “باغوز فوقاني” في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.

وتعيش المخميات العشوائية خارجة خارطة المساعدات المقدمة من المنظمات الأممية، وتلك التي تنشط في الداخل السوري بدون موافقة الحكومة السورية، وعلى الرغم من أن سيارات الأمم المتحدة تمر من جانب التجمعات التي أقامها النازحون في المنطقة، إلا أنهم لا يمرون بالخيام المبنية مما تيسر من أقمشة.

ندرة فرص العمل في المخيمات والمناطق المحيطة بها، تجعل السكان معتمدين بشكل أساسي على المعونات المالية التي تصلهم من أقاربهم في المهجر، إلا أن الرحلة الشاقة إلى الرقة أو الحسكة أو القامشلي أحياناً، تجعل من الحصول على هذه المساعدات الأهلية مسألة صعبة، فالخروج من المخيم يحتاج لـ “موافقة أمنية”، تصدر من إدارته التابعة لـ “قسد”، والأخيرة تضع عراقيل كبيرة أمام حركة النازحين الذين لا يمتلكون “ورقة كفيل”، من أبناء الحسكة أو الرقة.

صيف حار.. والثلج بـ “النار”

تجارة “قوالب الثلج”، في المخيمات خلال فصل الصيف تعتبر من العمليات التجارية المربحة لعناصر “قوات سوريا الديمقراطية”، المكلفين بحراسة المخيمات التي تحولت مع الأيام إلى أمكان أشبه بالمعتقلات، ويصل سعر قالب الثلج الواحد في بعض الاحيان إلى ألف ليرة سورية، وتبعا للظروف المناخية التي تعيشها هذه المخيمات يكون قالب الثلج خياراً إجبارياً لمواجهة الطقس الحار في المنطقة.

المياه الصالحة للشرب غير متوفرة بالكميات الكافية خلال فصل الصيف، وعلى الرغم من أن “آليات قسد”، لا تتحرك بسبب قلة “المحروقات”، إلا أن الصهاريج الخاصة التابعة لتجار مرتبطين بـ “قسد”، نفسها يحصلون على المحروقات بأسعار رخصية ليتمكنوا من نقل المياه وبيعها على النازحين المقيمين داخل “أم مدفع – أبو خشب”، ويكون السعر ما بين 1000-2000 ليرة سورية للبرميل الواحد، أما النازحين المقيمين ضمن المخيمات العشوائية المنتشرة في المنطقة فيحصلون على الماء مقابل 2500 ليرة للبرميل الواحد بحجة إنهم يعيشون في مناطق أبعد من المخيمات.

زواحف.. والرعاية معدومة

انتشار الزواحف كـ “الأفاعي – العقارب”، في المنطقة يعرض السكان لخطر الإصابة بـ “لسعة”، يودي إلى مرحلة حرجة صحياً بسبب انعدام وجود الرعاية الطبية الكافية داخل المخيمات البعيدة عن مراكز المدن الكبرى التي تتواجد فيها المشافي العاملة في المنطقة كـ “مشفى الكسرة”.

كما أن إهمال إزالة القمامة بشكل دوري من مناطق المخيم، تسبب بانتشار كبير للحشرات الناقلة للأمراض الجلدية، ويعتبر مرض “اللاشمانيا”، المعروف شعبياً باسم “حبة حلب”، من الأمراض واسعة الانتشار في المخيمات، ويبلغ عدد المصابين بهذا المرض في المخيمين وفقاً لمعلومات حصل عليها “أثر برس”، نحو 300 إصابة، بعضها لم يتلق أي منهم أي جلسة علاجية بعد.

ويؤكد السكان أن “العيادات المتنقلة”، التي تزور مخيمي “أم مدفع – أبو خشب”ـ بين الحين والآخر لا تقدم إلا الإسعافات الأولية والعلاج البسيط، إضافة إلى متابعة الأمراض النسائية، في حين أن المصابين بالأمراض المزمنة مجبرين على قطع مسافات طويلة للحصول على الأدوية والعلاج المناسب في المشافي التابعة لـ “قسد”، أو عبور “نهر الفرات” إلى مناطق نفوذ الدولة السورية كمدينة دير الزور.

 

محمود عبد اللطيف – المنطقة الشرقية

اقرأ أيضاً