خاص|| أثر برس تشهد الصرافات الآلية وتحديداً التابعة للمصرف العقاري، في دمشق حالة ازدحام غير مسبوقة “فالتدافش والتدافع” بات ملحوظاً بشكل يومي.
واشتكى الكثير من الأهالي لـ “أثر” من خروج العديد من الصرافات عن الخدمة، الأمر الذي دفع بهم إلى التوجه نحو الصالات الرئيسة في ساحة المحافظة ومنطقة المزة ما تسبب بحالة فوضى وعدم تنظيم خلال ساعات الدوام الرسمي.
تقول ناريمان (موظفة) لـ”أثر”: “هذا اليوم الرابع الذي آتي به ولا أفلح في قبض راتبي لعدم توفر المال، وتالياً الصراف لا يُغذى قبل الساعة الحادية عشرة، وفي هذه الأثناء علينا حجز دور ورقم عن طريق ورقة مدون عليها الأسماء فمن يأتي باكراً يحظى برقم قريب ومن يتأخر يصبح رقمه متأخراً وربما حتى إن جاء دوره تفرغ المكنة من النقود ليعاود الكرة صباح اليوم التالي”.
وطالبت ناريمان المعنيين بإصلاح الصرافات المتبقية علها تخدم المستفيدين من هذه الخدمة.
أما رانيا اضطرت لدفع 25 ألف مقابل الحصول على راتبها من إحدى الموظفات داخل المصرف وتتابع: “خففت على نفسي وطأة الوقوف لساعات طويلة مقابل 25 ألف، فمعظم الموظفين داخل المصرف باتوا يتعاملون بهذه الطريقة يأخذون (كمسيون) عن كل بطاقة 25 ألف وقد يحظى الموظف بـ 100 ألف يومياً إذا استطاع أن يقبض لأربع بطاقات دفعة واحدة”.
واعتبرت هناء (موظفة) أن إطلاق النظام التقني الجديد الذي سيقبض بموجبه الموظفين (شام كاش) نقلة نوعية حيث سيخفف الازدحام عن الصرافات من جهة وتالياً فإن شركات الصرافة والمؤسسات المالية بات لها أفرع وهي متوفرة في كل مكان تقريباً.
وفي السياق نفسه، قال مصدر في المصرف العقاري لـ “أثر”: “النظام التقني الجديد (شام كاش) سيخفف من الازدحام لأنه مربوط مع شركات الصرافة كافة، وتالياً ليس هناك استطاعة لتحويل كافة موظفي الدولة للحصول على رواتبهم عن طريق الصرافات العقارية وهناك شح بالسيولة (فنحن لا تأتينا السيولة بالكمية المطلوبة)”.
وتابع المصدر: “تطبيق برنامج شام كاش سيوزع الحمل على شركات الصرافة والمصارف والمؤسسات المالية”، مضيفاً: “تم إرسال كتاب لوزير المالية بأن المصرف العقاري على أتم الجاهزية للربط مع برنامج شام كاش”.
ونفى المصدر لـ”أثر” أن يكون هناك إلغاء لعمل الصرافات العقارية، متابعاً: “طالما نحن جاهزون للربط مع شام كاش هذا يعني استمرارنا بالعمل”.
وقال المصدر: “هناك ناحية إيجابية لجهة هذا الربط”، شارحاً: “إذا شاهد الموظف ازدحام على شركة الهرم يقوم عبر البرنامج بتحويل راتبه إلى مصرف آخر كالعقاري مثلاً ويقبض من خلاله والعملية تتم عبر تحويل المبلغ إلى الشركة التي يرغب بالتعامل معها، أي لن يكون الموظف محكوم بشركة صرافة معينة ليقبض من خلالها.. الربط سيتم مع كل المصارف وشركات الصرافة”.
وعن نقص السيولة في الصرافات، قال المصدر لـ”أثر”: “يومياً نحتاج إلى 4 مليارات لتغذية الصرافات، يتم منحنا مليارو200 أو مليار ونصف لتغذية الصرافات وبالتالي ستنفذ المبالغ بسرعه لأنها غير كافية لسد احتياجات الموظفين لذلك فإن الموضوع ليس موضوع صرافات إنما مشكلة سيولة، فسابقاً كنا نقدم خدمة الصرافات حتى 9 مساءً، أما اليوم فتفرغ الصرافات عند الساعة 2 ظهراً وبالتالي لا مجال لإعادة ملء الصرافات إلا في اليوم التالي”.
وختم المصدر حديثه لـ”أثر” قائلاً: “صرف رواتب المتقاعدين كان يتم في منتصف الشهر ضمن جدول زمني منظم، اليوم بعد تأخر بعض الجهات في صرف رواتب المتقاعدين لما بعد منتصف الشهر تزامن ذلك مع تحويل رواتب موظفي الدولة هذا الأمر عزز الازدحام على كافة الصرافات سواء كانت عقارية أو تجارية”.