أثر برس

السبت - 27 أبريل - 2024

Search

دعوة جزائرية تضمنت لقاءات جانبية.. ما الذي يميز دعوة الجزائر لسوريا أمس؟

by Athr Press Z

حضر وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أمس الثلاثاء الاستعراض العسكري الأول من نوعه منذ 4 عقود، الذي أقيم في العاصمة الجزائرية في إطار مراسم الاحتفالات الرسمية بالذكرى الستين لعيد الاستقلال، وذلك بدعوة من الجزائر، والتقى على جانب الاحتفال بالرئيس التونسي الذي طلب من المقداد نقل تحياته إلى الرئيس بشار الأسد.

وأكد ابن سعيد، خلال حديثه أن “الإنجازات التي حققتها سوريا وكذلك الخطوات التي حققها الشعب التونسي ضد قوى الظلام والتخلف تتكامل مع بعضها لتحقيق الأهداف المشتركة للشعبين الشقيقين في سوريا وتونس”، كما أجرى المقداد لقاءات مع عدد من وزراء خارجية الدول المشاركة تم خلالها مناقشة العلاقات الثنائية مع هذه الدول والتطورات السياسية الإقليمية والدولية.

وبحسب الخبراء فإن الشارع التونسي يرغب بعودة العلاقات بين سوريا وتونس، ففي آب 2021 أصدر “الاتحاد العام التونسي للشغل” الذي يعد من أكبر المنظمات الوطنية والنقابية في البلاد، بياناً دعا فيه الرئيس التونسي قيس بن سعيّد، إلى استعادة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، المقطوعة منذ عام 2012.

وعام 2020 قال وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي، خلال لقاء أجراه مع “الجزيرة نت” إن علاقات بلاده مع سوريا لم تنقطع أبداً، مشيراً إلى وجود قنصل في دمشق، لخدمة الجالية التونسية في سوريا، لافتاً إلى أن الإجراء الذي أقدمت عليه تونس في بداية الحرب السورية كان تخفيض مستوى التمثيل الديبلوماسي في سوريا بعد قرار وزراء الخارجية العرب تعليق عضويتها في الجامعة العربية.

وعلّق حينها على موقف بلاده من الحرب السورية بقوله: “موقفنا من الأزمة السورية واضح، وعبرنا عنه في أكثر من مناسبة، نحن مع سيادة سوريا ووحدتها”.

وبخصوص الدعوة الجزائرية لسوريا، فتأتي ضمن جملة من المواقف الجزائرية المؤيدة للدولة السورية، أمام المجتمع الدولي، فالتقارب بين سوريا والجزائر، يعود إلى عام 1957، كما تُعتبر الجزائر من الدول العربية القليلة التي لم تُعرب عن أي موقف معادٍ للدولة السورية خلال فترة الحرب، ما يشير إلى أن الدعوة الجزائرية هي إجراء روتيني بين البلدين، فيما يلفت الخبراء إلى أن ما يُضفي الأهمية على هذه الدعوة هو تزامنها مع التصريحات التي تشير إلى وجود محادثات مكثّفة حول عودة سوريا إلى الجامعة العربية، إلى جانب الحديث عن مصير التقارب العربي من سوريا.

الانفتاح العربي على دمشق بات يجري الحديث عنه بشكل موّسع وجدي، بعد زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد ولقائه بالرئيس الأسد في تشرين الأول 2021، حيث رحّب حينها وزير الخارجية الجزائري بالزيارة قائلًا: “نتمنى أن تساهم في تذليل العقبات وتقريب وجهات النظر”، مضيفاً “آن الأوان لعودة سوريا إلى الجامعة العربية ومقعدها في الجامعة يجب أن يعود إليها”.

التقارب بين الجزائر وسوريا لم يقتصر على الجانب السياسي فقط، ففي شباط 2021 أبدت السلطات الجزائرية استعدادها لإعادة تنشيط العلاقات الاقتصادية مع الحكومة السورية، وفقاً لما أعلنه حينها سفير سوريا لدى الجزائر، نمير وهيب الغانم، عقب محادثاته مع وزير التجارة الجزائري كمال رزيق، وبحسب رئيس البعثة الدبلوماسية السورية، فقد أشير أيضاً، خلال المفاوضات، إلى أن الجزائر تعمل حالياً على تفعيل اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، والتي يمكن، كما أوضح رزيق، أن تصبح بوابة للسوريين إلى إفريقيا.

أثر برس 

اقرأ أيضاً