أثر برس

السبت - 20 أبريل - 2024

Search

خصخصة الأندية حلم نتمنى تحقيقه.. هل نرى مستثمرين عرباً وأجانبَ في رياضتنا؟

by Athr Press M

خاص || أثر سبورت

ما زالت فكرة خصخصة الأندية الرياضية حلماً يتمنى الجميع تحقيقه، كونها الطريقة الأهم لإخراج أنديتنا من دهاليز الفقر والروتين والتبعية المملة التي تقف عائقاً في طريق تطورها.

والخصخصة بمعناها الشامل وبجوهرها لا بقشورها هي قرار يحتاج لجرأة في اتخاذه، ويجري ذلك من خلال إجراءات تحويل الأندية إلى شركات مساهمة متاحة للاكتتاب العام تكون الفائدة عامة فيها للجميع ولا يُضار بها أحد.

خصخصة الرياضة لها نتائج إيجابية على الصعيد الرياضي والاقتصادي ولا تحابي طرفاً على حساب آخر، وستكوّن احترافاً حقيقياً بكل معنى الكلمة لا احترافاً منقوصاً بشكل كبير من الاحتراف الذي نعمل به الآن، أي أن الخصخصة ستنقل رياضتنا من الهواية إلى الاحتراف الحقيقي ومن مرحلة الجدل إلى مرحلة الجد، ومن كونها أداة مصلحة إلى كِيان اقتصادي ورياضي مستقل مالياً، والأهم أنها ستحافظ على جيل الشباب وتبعد عنه المشاكل والأفكار الهدامة التي يعيشها قسم كبير منهم، وتجعل جل تفكيرهم في كيفية وصولهم لمرحلة البطولة أو البطل.

وتحولت الرياضة في كل المجتمعات إلى ركيزة هامة تعد من أهم الركائز في تطور المجتمع والفرد على حد سواء، وإذا ما قارنّا أنفسنا مع الدول التي سبقتنا بالخصخصة سنجد الفرق الشاسع في كل المجالات سواء كانت دول عربية أم من خارج لغة الضاد.

فوائد الخصخصة:

تعد سوريا واحدة من الدول العربية والآسيوية المتقدمة في مجال الحضور الجماهيري لمباريات الدوري لديها، وهذا الأمر يجب أن يدفع مستثمرين كثر لسباق الخصخصة في حال تم الاتفاق عليها وإقرارها، وقد يدفع برؤوس الأموال من خارج البلاد للاستثمار، وأيضاً ستظهر أندية جديدة برؤوس أموال ضخمة كما حصل في مصر والجزائر والسعودية والإمارات وغيرها، ما يعزز من فرص التنافس ويدفع بالمستثمرين للتعاقد مع مدربين أجانب على سوية فنية عالية، وكذلك مع لاعبين محترفين أقلها من الصف الثاني بدلاً من أولئك الذين نجدهم حالياً في دورينا وهم بالكاد يعرفهم جمهور بلدانهم، وهذا يعود بالفائدة الفنية على لاعبي الأندية الذين سيمثلون المنتخبات الوطنية، كما أن دخول المستثمرين قد يجعل من ملاعبنا أفضل في حال تم الاتفاق بينهم وبين القيادة الرياضية وأعطيت لهم مساحة كبيرة للعمل بعيداً عن التدخلات وغيرها.

طبعاً ناهيكم عن أمور أخرى قد تعود بالفائدة على الأندية والاتحاد بشكل عام، كأن تمنح حقوق البث الإلكتروني والتلفزيوني للمستثمرين بعائد مالي أفضل مما يعطى للمحليين، الذين يأخذون هذه الحقوق كما نقول بالعامية “بتراب المصاري”، فلا تحصل الأندية إلا على جزء يسير طوال الموسم.

ولأن الأندية منتجة للمواهب فسترتفع عقود اللاعبين، وقد نجد لاعبينا في دوريات متقدمة بدلاً من دوريات الصف الثاني أو الثالث التي يلعب بها لاعبونا الآن، إذ من غير المعقول أن يلعب لاعب في المنتخب السوري في فريق درجة ثانية خليجي أو فريق يشغل مركزاً متأخراً في الدوري العراقي أو حتى الأردني.

رأي قانوني:

المحامي أسامة عبد الله رئيس نادي تشرين السابق ومحاميه الحالي قال لموقع “أثر”: “من الناحية القانونية يحتاج هذا الأمر إلى إجراءات قانونية غير معقدة كون الأندية تتبع حالياً لمنظمة الاتحاد الرياضي العام، أي أنها أندية حكومية وتخصيصها أو جعلها تتبع لشركات خاصة ممكن وذلك وفق قوانين وشروط خاصة، وهي خطوة مهمة وإيجابية ولها فوائد كثيرة تؤثر بإيجابية على الرياضة السورية”.

رأي رياضي:

الكابتن جمال عثمان أمين سر لجنة المسابقات باتحاد الكرة قال لموقع “أثر” حول الموضوع: “بغض النظر عن قانونية الموضوع من عدمه إلا أن فوائده كبيرة من الناحية الفنية والمادية، وسيكون لها دور كبير في تطوير اللاعب السوري ورفع قيمته السوقية، بالتالي سيلعب في أندية أفضل من تلك التي يلعب فيها الآن، وبالطبع هذا الأمر سيستفيد منه المنتخب الوطني وسيرتفع ترتيبه على سلم ترتيب المنتخبات.

مزايا وعيوب أخرى للخصخصة:

ومن المزايا الإيجابية للخصخصة أيضاً أنها ستوفر عائداً مالياً دائماً للأندية، بالإضافة لحسن اختيار أعضاء الإدارة، وبالتالي الابتعاد عن المحسوبيات والواسطة في الاختيارات الفنية والإدارية لفرق العمل، وأيضاً دخول ما يسمى بالتجارة الرياضية لأسواقنا وتوفير فرص عمل وتخفيف الأعباء المالية للأندية عن الحكومة وفتح مجال للتنافس بين الإعلام.

أما عيوبها، فإنها قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الاهتمام بالربح على حساب المستوى الفني، وأيضاً لظهور كِيان جديد ضمن المؤسسة الرياضية وهذا ما قد يضعف قراراتها أي قرارات المؤسسة الرياضية.

إذاً للخصخصة فوائد وعيوب، وإذا نظرنا من ناحية المصلحة العامة فإن ميزان الفوائد أكبر وإلا لما اتجهت الدول الأوروبية وبعض العربية لهذا الأمر، ولو كان هذا الأمر فاشل لفشلت هذه الدول وأنديتها في ذلك.

فهل سيأتي اليوم الذي نرى فيه مستثمراً قطرياً أو سعودياً أو إماراتياً أو أوروبياً في رياضتنا يشتري أندية الفتوة أو أهلي حلب أو تشرين أو الوحدة وغيرهم، وهل سنرى أندية جديدة يؤسسها مستثمرون ينافسونا في دوري الدرجة الثانية ومنها للأولى وصولاً للممتازة؟، كل شيء ممكن نحتاج فقط إلى الخطوة الأولى لأن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة.

محسن عمران

اقرأ أيضاً