أثر برس

السبت - 27 أبريل - 2024

Search

خبز التنور في الساحل السوري.. محطة سياحية تستقطب الزوار

by Athr Press G

خاص|| أثر برس في الطريق إلى اللاذقية، لا بد أن يتوقف الزائر على طرف الطريق بعد أن يستقطب عينيه، مشهد التنور الذي حجز مكانه بين الأشجار، والدخان يتصاعد منه حيث تقف سيدة خلفه تذكي النار بقطعة حطب، فيما تنتقل بخفة إلى المكان المحاذي الذي تفرد فيه العجين وتصنع منه خبز التنور بأنواعه المختلفة، لتفوح من المكان رائحة مشهية، في طقس مشهور في الساحل يجعله أول محطة سياحية يحطّ فيها الزائر.

بين زعتر، جبنة، قريشة، سلق، محمرة، محمرة قشقوان، الخيارات متنوعة وكلها تدفع الزائر ليسيل لعابه أمام تذوق طعمها اللذيذ والذي تحكي عنه طريق صف الأواني، التي تحتوي على الخلطة، بمحاذاة بعضها، لتجعل الزائر غير قادر على حسم أمره بالاختيار بينها بسهولة.

وما يزيد من حماس الزوار على التوقف أمام فرن التنـور، هو انتشارها على طول طريق الساحل السوري، ووجود كراسي وطاولات بفيء الأشجار، مع خدمة تقديم الشاي إلى جانب خبز التنور.

بخفة وإتقان، تضع أم علي، المحمرة على العجين الذي فردته ليصبح قليل السماكة، قبل أن تضعه داخل التنـور، لتلتقط المنشفة وتمسح جبينها، وتتحدث لـ”أثر”: هذه المهنة موروث شعبي في منطقة الساحل، فمن يأتي من المحافظات الأخرى إلى الساحل لا بد أن يأكل من خبز التنور الذي هو صناعة تراثية لا تقل عن الصناعات والطقوس التراثية الأخرى.

وأضافت: “بعيداً أنه مصدر رزق أعيل فيه عائلتي، يعطيني سعادة كبيرة بالتعرف على الكثير من الأشخاص من مختلف المحافظات، ناهيك أن هناك أشخاص من أبناء المحافظة يترددون باستمرار لتناول خبز التنور، وقد أصبحنا أصدقاء”.

وأكدت أم علي أن تعلمت صناعة خبز التنور وإعداد الخلطات بمهارة عالية تجعل مذاقه لذيذاً، من والدتها التي كانت مشهورة بصناعة خبز التنور، ولم تشترِ يوماً الخبز من الفرن بل كانت تصنعه في المنزل.

على إحدى الطاولات، كان فراس وعائلته يأكلون خبز التنور بشهية كبيرة، ليقول لـ”أثر”: كل عام آتي من دمشق إلى اللاذقية لقضاء عدة أيام مع عائلتي على البحر، وقد أصبح التوقف لأكل خبز التنور عادة سنوية لا يمكن الاستغناء عنها، حتى أننا لا نأكل قبل أن نخرج من المنزل حتى نستمتع بأكل خبز التنور الذي تتم صناعته هنا بطريقة مميزة.

وأضاف: صحيح هناك محال تصنع خبز التنور في دمشق، لكنها لا تصنعه بنفس الطريقة ولا يحمل نفس النكهة، وقد يكون السبب أن المحال تصنعه بواسطة الصاج فيما هنا يستخدم التنـور، وتابع: “خبز التنـور في الساحل طقس سياحي بامتياز لا يقل عن التوجه إلى البحر”.

من جهتها، أبدت ريتا (٩أعوام) إعجابها الشديد بمذاق خبز التنـور، وأضافت: أطلب من ابي أن يصحبنا إلى اللاذقية لأكل خبز التنـور قبل التوجه للبحر، لأن الخبز هنا طعمه لذيذ جداً، حتى المحمرة ليست (حدة).

باسل يوسف – اللاذقية

اقرأ أيضاً