أثر برس

الخميس - 18 أبريل - 2024

Search

خاص| حقائق لم تكشف بعد.. لهيب “الفجر” طريقٌ نحو الموت!

by Athr Press

من الواضح أن الفصائل المعارضة المقاتلة في البادية السورية أيقنت أنها الخاسر الأكبر في معركة “الفجر الكبرى”، ولاسيما أن تراجعها الملحوظ سيجعلها حتماً “اللاعب الأضعف” في معادلات القوى سياسياً وميدانياً، وهنا يطرح السؤال نفسه، هل حققت معارك الفجر مبتغاها؟


بداية.. خطة التقدم
قطعت القوات السورية بمساندة حلفائها مساحات ليست بقليلة، إذ سيطرت خلال عملياتها الأخيرة في الشرقق السوري على أكثر من 5000 كم، وسط اجتيازها لأهم المناطق الاستراتيجية، وفرض وجودها على التلال الحاكمة التي منحتها القدرة على فتح طريق تدمر-دمشق.

في بادئ الأمر، تقدمت القوات السورية قرب حقول الفوسفات في منطقة “خنيفيس”، ثم اجتازت بلدتي “البادرة” و”البصيرية”، هكذا إلى أن استعادت سيطرتها على قرية “العليانية”، وهي آخر ما وصلت إليه القوات المتقدمة والتي فتحت الطريق تدمر أمام الإمدادات اللوجستية.

أيضاً، الجانب العراقي لم يكن بعيداً عن أجواء المعركة، إذ خاضت قوات الحشد الشعبي معارك عنيفة تمكنت خلالها من الوصول إلى الحدود العراقية السورية والتمركز داخل بلدة أم جريص، وسط اقترابها من قرية أم الذيبان أقصى غرب القحطانية والتي تبعد عن الحدود السورية 14 كم فقط.


تكتيك “صحراوي” يشتت مقاتلي المعارضة
!
تكتيكٌ عسكري قل استخدامه من قبل، عمدت إليه القوات السورية خلال معاركها المذكورة، إذ أنها اعتمدت أولاً على أسلحة بعيدة المدى، وثانياً على أسلحة متوسطة المدى، فضلاً عن كثافة الغارات الجوية التي شتت صفوف مقاتلي المعارضة عبر استهداف المراكز والتجمعات والأرتال التابعة لهم.

أيضاً، عمدت القوات السورية خلال عملياتها إلى السيطرة على عقد المواصلات التي تربط مناطق البادية ببعضها البعض، الأمر الذي منح القوات المتقدمة مرونة في الحركة والتنقل.

الخبراء العسكريون يعلمون جيداً أن هذا التكتيك لا يُستخدم عن عبث، ولاسيما أن معارك الصحراء والمناطق المكشوفة تحتاج بالفعل إلى تكتيك مغاير تماماً لمعارك الشوارع وحرب المُدن، الأمر الذي استدعى من القوات السورية استقدام مقاتلين مدربين على خوض معارك صحراوية، وسط عجز مقاتلي المعارضة عن ردع هذه العمليات.


الفجر الكبرى” غيض من فيض!


المشهد الكُلي لسير العمليات يشير إلى أن معركة “الفجر الكبرى” حققت أهدافها بمرحلتها الأولى عبر تأمين طريق دمشق-تدمر، الأمر الذي يُسهل حركة الآليات العسكرية، إضافة لاستعادة مناجم ومعامل الفوسفات في خنيفيس والتي تعد أحد موارد الفوسات الهامة في البلاد.

لا يتوقف الأمر هنا، إذ أن هناك أبعاد ميدانية هامة تتمثل بتلاشي خطر تنظيم “داعش” عن أوتوستراد دمشق-حمص ومحاصرة جزء من الفصائل المعارضة المدعومة أمريكياً وأردنياً من الجهة الشرقية للقمون.

مصدر ميداني علق على المجريات الميدانية قائلاً: “إن معارك الفجر لا تتوقف عند هذا الحد، وإن ما أنجز حتى اللحظة مجرد مرحلة تمهيدية لفتح مراحل لم تكن في الحسبان”.


استراتيجياً.. إلى أين تتجه بوصلة المعارك؟

باحث استراتيجي رجّح أن تكثّف القوات السورية عملياتها انطلاقاً من ريف حمص الشمالي باتجاه السخنة وعمق البادية تمهيداً للوصول إلى دير الزور.

وأردف الباحث قائلاً: “للمحور الممتد من ريف السويداء الشرقي باتجاه معبر التنف نصيب من المعارك المزمعة، بغية وصل الحدود السورية العراقية الأردنية وتأمين الحدود، الأمر الذي يقطع الطريق أمام المشروع الأمريكي الذي يهدف إلى التدخل في الجنوب السوري”.

وأضاف الباحث: “لن تكون القوات السورية وحدها في الميدان، إذ أن قوات الحشد الشعبي العراقية ستعمل جاهدة على التقدم نحو معبر التنف الحدودي، الأمر الذي سيزيد الضغط بشكل فعلي على مقاتلي المعارضة المتمركزين في المعبر”.
ساعة تلو الأخرى، تنقلب موازين القوى رأساً على عقب، وسط تقدمٌ ملحوظ باتت تحظى به القوات السورية على الصعيدين السياسي والميداني، الأمر الذي قد يُدخل الفصائل المعارضة ومن خلفها واشنطن في دوامة “التخبط” الذي سيدفهم إلى إعادة ترتيب أوراقهم من جديد.

 

 

اقرأ أيضاً