أثر برس

الجمعة - 19 أبريل - 2024

Search

خاص أثر | أزمة قطر تحشر القضية الفلسطينية في الزاوية

by Athr Press R

رضا زيدان

قبل سنوات قليلة أغلقت “حماس” مقرها الرئيسي في دمشق، وقطعت جميع علاقاتها مع حلفائها في طهران وبيروت، وانتقلت لتفتح مكاتبها في قطر والتي تعتبر بديلاً عربياً معتدلاً في الطروحات الإسلامية رغم أنها منحازة سياسياً في مواقفها، يومها أعلنت “حماس” قطع علاقاتها مع إيران وعادتها بشراسة علناً ولكن طهران استمرت بتقدمت الدعم للحركة رغم مواقفها السياسية العدائية.

مع اشتعال الأزمة الخليجية ووقوع قطر داعمة حركة “حماس” في صراعٍ مع جاراتها الخليجيّات ودولٍ أخرى، أطلق حلف واشنطن وعلى رأسه السعودية مطالبه لعودة العلاقات الخليجية مع قطر وكان المطلب الأهم والأبرز هو طرد العناصر المتطرفة التي تحتضنها قطر تحت مسميات مختلفة وعلى رأسها حركة “حماس”، وثانيها تجميد التحالف بين قطر وإيران.

مصادر قيادية في حركة “حماس”، نفت لوسائل الإعلام ما تداولته عن أن قطر طلبت مؤخراً من بعض القيادات مغادرة أراضيها، مؤكدة أن قيادة “حماس” باقية في قطر، ولم تبلّغ بأي قرار رسمي بهذا الخصوص، ووصفت أمر المغادرة بأنه محاولة لإثارة البلبلة ليس إلا.

شعرت حركة “حماس” بالصدمة تجاه موقف المملكة السعودية حيث قال سالم الفلاحات أحد قياديي الإخوان في الأردن: “الإخوان الذين تتهمهم السعودية بالإرهاب كانوا في اليمن رأس حربة في التحالف العربي الذي تقوده، ويحاربون على أرض الواقع وليس فقط عبر الطائرات”، كما ذكر بأن هذا الموقف يعبر عن حالة التردي بالحالة السياسية للمنطقة.

وتطمح السعودية في هذا الموقف إلى أن تنشئ “معسكر سني” لا وجود للإسلام السياسي أو المقاومة وحركات التحرر مكان فيه، وهذا هو هدف السعودية من محاربة قطر بشكل خاص وحركات المقاومة بشكل عام.

 

الأزمة الخليجية والترقب “الإسرائيلي”

هنا يراقب الاحتلال “الإسرائيلي” الأمر بقلق، إذ يتخوّف الوسط السياسي “الإسرائيلي” من تفاقم أزمات القطاع، ما يدفع الحركة الحاكمة لغزّة إلى الانفجار في وجه “إسرائيل”.

حيث قال المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” العبرية، عاموس هرئيل، “إن تداعيات الأزمة السياسية بين قطر والسعودية قد تؤثر على حلبة أخرى، قريبة إلى “إسرائيل” وهي قطاع غزة”.

فيما تعتبر قطر الداعمة الوحيدة لحكم “حماس” في قطاع غزة، وذلك بعد تدهور العلاقات مع مصر إثر سقوط “نظام الإخوان المسلمين” وصعود عبد الفتاح السياسي عام 2013، وتقليص الدعم الإيراني على خلفية “الصراع السني – الشيعي” في الحرب الدائرة في سوريا، وتراجع الدور التركي الداعم لـ”حماس” عقب اتفاق المصالحة مع “إسرائيل”.

فهدف الولايات المتحدة تنفذه السعودية وهو ضرب حركات المقاومة أو “الإسلام السياسي” في الخليج بعد أن حاولت ضربه في سورية، بينما يبقى الهدف الأكبر لدى واشنطن تصفيه ذكر القضية الفلسطينية في العالم العربي أجمع، فهل يا ترى ستنجح السعودية في هذا المخطط أم أن قطر ستبقى على مواقفها من “حماس” وإيران؟ هذا ما سنشاهده في الأيام القليلة المقبلة.

اقرأ أيضاً