أثر برس

الجمعة - 3 مايو - 2024

Search

تصادف موعد انهيار البناء مع وجود ضيوف فيه.. التفاصيل الكاملة لفاجعة حي الفردوس بمدينة حلب

by Athr Press G

خاص ||أثر برس  قضى أحد عشر شخصاً وأصيب طفلان بجروح بليغة، جراء انهيار بناء سكني مخالف مؤلف من خمسة طوابق في حي الفردوس القديم شرقي مدينة حلب، مساء أمس الأربعاء.

وقال عدد من الجوار خلال حديثهم لـ “أثر”، أنهم فوجئوا مع حلول الساعة الخامسة تقريباً بصوت دوي ضخم تبين أنه ناجم عن انهيار البناء الذي تقطنه عائلتان في الطابقين الثاني والثالث، موضحين أن البناء المنهار بُني منذ أقل من عام على يد عدد من تجار المخالفات.

وبحسب رواية الجوار فإن العدد الكبير للضحايا، كان نتيجة وجود مجموعة من الضيوف الذين كانوا مدعوين للغداء في منزل إحدى العائلتين القاطنتين في البناء المنهار، حيث تصادف موعد الانهيار مع وجود الضيوف ما رفع من الحصيلة بشكل أكبر.

وفور انهيار البناء سارعت وحدات الإنقاذ في فوج إطفاء حلب والدفاع المدني إلى موقع الحادثة، وتبين على الفور وجود جثة لرجل مسنّ عالق فوق الأنقاض، بينما عُثر بالتزامن على طفلين مصابين في موقع قريب من مكان وجود المتوفى، حيث تم إنقاذهما ونقلهما فوراً إلى المشفى لتلقي العلاج.

وبعد وصول الآليات اللازمة، بدأت عمليات البحث الفعلي وإزالة الركام للوصول إلى العالقين تحت الأنقاض، وتمكنت فرق الإنقاذ بعد جهد كبير من إحداث ثغرة في أسفل الأنقاض، وعبروا منها إلى داخل البناء حيث بدأت عمليات انتشال الجثث والبحث عن ناجين محتملين.

ووصل عدد الجثث التي تم استخراجها من أسفل البناء المنهار إلى /11/ جثة، /7/ نساء و/3/ أطفال إضافة إلى الرجل المسن الذي توفي مع بداية الانهيار، فيما استمرت عمليات البحث والسبر في الموقع إلى وقت متأخر من الليلة الماضية.

بالتزامن مع ذلك، سارعت الجهات المعنية في محافظة حلب ومجلس المدينة، إلى إخلاء أكثر من /4/ أبنية مجاورة للبناء المنهار، بعد أن تبين أنها آيلة للسقوط هي الأخرى، فيما لفت مراسل “أثر” إلى أن أحد تلك الأبنية شهد بالفعل انهياراً جزئياً محدوداً، حيث سقطت بعض الحجارة فوق عدد من الإعلاميين الذين كانوا موجودين في الموقع لتغطية حدث الانهيار، دون تسجيل أي إصابات.

وأشار العميد “محسن الكناني” قائد فوج إطفاء حلب لـ “أثر”، إلى أن فرق الإنقاذ في الفوج سارعت فور ورود البلاغ عن انهيار البناء إلى المنطقة، واستقدمت مع الدفاع المدني كافة التجهيزات والمعدات اللازمة، وباشرت عملها على الفور، وسط صعوبات بالغة تمثلت في الكمية الكبيرة من الركام، إضافة إلى عدم وجود عدد دقيق للأشخاص الذين كانوا داخل المبنى أثناء الانهيار.

رئيس مجلس مدينة حلب المهندس “معد مدلجي” قال بدوره إن: “مدينة حلب على أكثر من 50% من مساحتها مبنية بدون أسس هندسية إطلاقاً، حيث تعرضت أجزاء كبيرة من تلك المساحة لإرهاب ممنهج، ونحن في مجلس مدينة حلب هدمنا أكثر من /1700/ مبنى آيل للسقوط خلال الأعوام الماضية ونظمنا أكثر من /3500/ تقرير سلامة عامة تم على إثرهم إخلاء عدد كبير من المباني”، وأضاف: “للأسف هكذا حوادث لا يمكن السيطرة عليها كونه لا يمكن السيطرة على السلوك الإنشائي لتلك الأبنية”.

وتعمل الجهات المعنية في حلب راهناً على تنفيذ عمليات الكشف الدقيق على الأبنية المجاورة للمبنى المنهار، لبحث الآلية التي سيتم اعتمادها سواء لناحية الهدم الكامل والإزالة، أو إمكانية التدعيم، حيث تعمل لجان السلامة العامة على إعداد التقارير الخاصة بتلك الأبنية، فيما تم تأمين مساكن إقامة مؤقتة للأهالي الذين تم إخلاؤهم منها.

وكانت شهدت مدينة حلب خلال الأعوام الماضية، سلسلة من حوادث الانهيار ضمن الأحياء الشرقية التي كانت تُسيطر عليها الفصائل المسلحة خلال السنوات الست الأولى من الحرب، سواء نتيجة البناء بشكل مخالف دون أي مراعاة لقواعد السلامة العامة، أو بفعل الأضرار الكبيرة التي تعرضت لها خلال فترة الحرب، ما حصد أرواح العشرات من الأهالي الذين كانوا يقطنون تلك الأبنية، وخاصة في حيي “الصالحين” و”صلاح الدين”.

زاهر طحان – حلب

اقرأ أيضاً