أثر برس

حملت طابعاً سياسياً واقتصادياً.. كيف قُرأت زيارة المقداد إلى طهران؟

by Athr Press Z

تزامنت زيارة وزير الخارجية فيصل المقداد، إلى العاصمة الإيرانية طهران، مع عدد من التطورات السياسية والميدانية التي طرأت على الساحة السورية وأبرزها تفعيل مسار التقارب السوري- التركي، والتقارب العربي مع سوريا، وتزايد الاحتكاكات الجوية الروسية- الأمريكية في الأجواء السورية، إلى جانب استمرار الكيان الإسرائيلي بتنفيذ الغارات على مواقع سوريّة، وفي ظل هذه التطورات.

صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية سلطت الضوء في تقرير لها على إدانة عبد اللهيان للغارات “الإسرائيلية” التي تستهدف سوريا ومؤشراتها، جاء فيه: “أمير عبد اللهيان لمح إلى أن هذه الحوادث المزعومة (الغارات الإسرائيلية على سوريا) لن تمر دون رد، وأن المنطقة لن تكون غير مبالية بأفعال إسرائيل” موضحة أن “تصريحات إيران بشأن سوريا والمنطقة كلها تعتبر مهمة، حيث  أشارت إيران إلى كيفية عملها على زيادة دورها في العراق وكيف تريد أن تناقش مع سوريا دور الولايات المتحدة في سوريا وأيضاً دور روسيا وتركيا في سوريا”.

وفي السياق ذاته، أضاءت صحيفة “الأخبار” اللبنانية على تركيز الجانبين السوري والإيراني على ضرورة خروج القوات الأمريكية من سوريا، حيث حرص الجانبين الحل لكافة ملفات الأزمة السورية بهذه المسألة، مشيرة إلى أنه “بالتزامن مع تصاعد حدّة الاحتكاكات الروسية – الأمريكية في سوريا، والتي وصل التراشق بشأنها إلى أعلى المستويات السياسية بين البلدَين، خرج وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، بتصريحات جديدة رافضة للوجود الأمريكي، مقرونة بتهديدات مبطّنة، فالوزير السوري الذي ترأّس وفداً رفيع المستوى خلال زيارته طهران، أشار أكثر من مرّة إلى الدور المعطّل الذي تحاول واشنطن لعبه لمنع أيّ تقدّم للحلّ في سوريا، سواءٌ في ملفّ اللاجئين، أو في الملفّات الأخرى العالقة، بما فيها الانفتاح العربي على دمشق، والذي قابلته واشنطن بحزمة ضغوط متواصلة على الدول التي أعادت علاقتها مع سوريا”.

وبعد ساعات من الإعلان هذه الزيارة التي ركزت على الوجود الأمريكية في سوريا إلى حد كبير، نشرت صحيفة “فورين بوليسي” الأمريكية مقالاً تحليلاً أشارت خلاله إلى أن التطورات التي شهدها الشرق الأوسط مؤخراً، سواء بما يتعلق بالتقارب العربي مع سوريا أو بالتقارب السعودي- الإيراني تسبب بتراجع النفوذ الأمريكي في سوريا إلى حد كبير، لافتاً إلى أن تم تمكين الدور الروسي والإيراني في سوريا، في حين أن “قدرة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا قد انزلقت في زاوية ضيقة وغير مريحة”، وخلُص التحليل إلى أنه “الصورة باتت صارخة ولا تقبل الجدل، تم تجاهل جوقة التحذيرات من أن إعادة الارتباط بدمشق ستأتي بنتائج عكسية، وأصبحت العواقب الآن واضحة ليراها الجميع”.

زيارة المقداد، إلى طهران حملت بشكل أساسي عنوان سياسي واقتصادي، وتم التأكيد من قبل الجانبين السوري والإيراني على أنها تأتي استكمالاً لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، التي أجراها في آذار الفائت والتي تم خلالها التوقيع على 15 مذكرة تعاون بين الجانبين، تضمنت “خطة تعاون شامل طويل الأمد، وخطط تعاون في مجالات الزراعة والنفط والمناطق الحرة، والاتصالات وغيرها”.

اقرأ أيضاً