أثر برس

الإثنين - 29 أبريل - 2024

Search

حمامات بعض المدارس الحكومية بريف دمشق دون مياه.. التربية ترد على الشكاوى

by Athr Press G

خاص|| أثر برس تعاني بعض المدارس الحكومية في ريف دمشق، تراجعاً بالخدمات المقدمة فيها، إذ إن هناك نقصاً في عدد العاملين (المستخدمين)، وكمية المياه المخصصة للحمامات، بالإضافة إلى عدم وجود بوفيه في بعضها.

وهنا، أكد مصدر من مدرسة “الشهيد محمود عبد الحميد شلهوم – حلقة أولى” في قرية تلفيتا بمنطقة التل في ريف دمشق لـ”أثر”، أنه لا يوجد مستخدم في المدرسة مسؤول عن تنظيف الحمامات، ومعظم الطلاب يعزفون عن الدخول لقضاء الحاجة نظراً لقلة النظافة والوضع المزري، لافتاً إلى أنه “سيتم إغلاق الحمامات في حال لم يتم تعيين عمال (مستخدمين) لأن نظافة دورات المياه مهمة جداً لمنع انتقال الأمراض بين التلاميذ والحفاظ على صحتهم.

“لا مياه ولا بوفيه ولا معلمين” بهذه الجملة وصف (أبو سليم) والد طالبة في مدرسة “البويضة للبنين والبنات – حلقة أولى” في قرية البويضة بريف دمشق، موضحاً لـ”أثر” أن وضع المدارس متراجع بسبب عدم وجود كادر تدريسي متمكن والاعتماد على طلاب جامعة من السنة الأولى لتعليم التلاميذ ما أدى لوجود أخطاء فادحة في إعطاء المنهاج، عدا عن أنه لم يتم تأمين مدرّسة لغة انكليزية لطلاب الصف الثاني حتى الآن.

وأضاف أن وضع الحمامات مقبول نوعاً ما ويوجد مستخدم مسؤول عن تنظيفها لتوفير بيئة نظيفة لطلاب، لكنها تفتقر للمياه فأغلبية الوقت لا توجد مياه في المدرسة.

“لا يدخلها الشخص الطبيعي” هكذا وصف الشاب (وسيم) طالب في “الثانوية المختلطة للذكور” في زاكية بمنطقة الكسوة، وضع الحمامات، مؤكداً لـ”أثر” أن آخر جولة قامت بها فعالية أصدقاء المدارس كان وضع الحمامات مزرٍ جداً ولا يوجد فيها مياه بشكل دائم.

بينما شرح (أحمد) مدرّس في إحدى مدارس منطقة زاكية بريف دمشق لـ”أثر” أن المدرسة بحاجة إلى لا يقل عن 3 مستخدمين، ولكن في الواقع لا يوجد سوى مستخدم واحد يقوم بتنظيف جميع أقسامها، ويتم ضبط موضوع النظافة بشكل جيد لتأمين بيئة صحية للطلاب، بالإضافة إلى أنه لا يوجد بوفيه لبيعهم بعض المأكولات، ويرجع السبب لارتفاع أسعار المناقصات في الوزارة ما يجعل المستثمرين ينفرون بذريعة عدم جني ربح مناسب.

لا يوجد آبار في المدارس:

بدوره، أكد رئيس دائرة الصحة المدرسية في ريف دمشق د.غسان شحادة لـ”أثر” أن المشكلة الأساسية التي تعاني منها المدارس هي عدم وصول مياه الشبكة الرئيسية إلى خزاناتها، فيلجأ الكثير من مديري المدارس في ريف دمشق إلى تأمين المياه على حسابهم الشخصي، لافتاً إلى أن مساحة الريف تمتد من حدود تدمر إلى لبنان ومن محافظة حمص إلى ريف محافظة السويداء ودرعا وبالتالي عدد المدارس الموجودة فيها كبير جداُ، مبيناً أن مشكلة المياه مزمنة وليست وليدة الساعة لأن الآبار الموجودة لا تكفي حاجة الأهالي ولا المدارس بالإضافة إلى أنه لا  يوجد تعاون من قبل البلديات.

وبين أن بعض مدارس ريف دمشق حفرت آبار خاصة لتعتمد على نفسها، وتم هذا الأمر بالتعاون مع الفعاليات الأهلية في المناطق، أما المدارس التي لا تحوي على آبار فمازالت تعاني من شح بالمياه، خاصة في حال كانت تمديدات الصرف الصحي قديمة، ما أدى إلى تفاقم مشكلة الخدمات الصحية فيها، مشيراً إلى أن التواصل مستمر مع مديري المدارس لصيانة شبكة المياه الرئيسية فيها، أما فيما يخص وضع الحمامات فاعتبر أن 90 % من مدارس ريف دمشق وضعها جيد ولكن هناك مساع لتكون أفضل.

وختم شحادة كلامه لـ”أثر” مذكراً بأن أهم الإجراءات للوقاية من الأمراض والأوبئة التي تنتقل عن طريق مياه الشرب مثل (الكوليرا) وخاصة قبيل فصل الصيف وارتفاع الحرارة، هي توزيع أقراص من الكلور لجميع المدراس ووضعها في الخزانات للقضاء على الطفيليات لضمان صحة التلاميذ.

تكاليف استثمار البوفيهات مرتفعة:

من جهته، أوضح مختص الشؤون القانونية في مديرية التربية بريف دمشق فخري الجلاب لـ”أثر” أن عزوف التجار عن استثمار البوفيه في المدارس الحكومية يعود لارتفاع أسعار السلع التجارية وأجور التكاليف، أي لا يوجد نوع بسكويت سعره أقل من 3000 ل.س، وسعر نوع واحد من الشيبس 3500 ل.س، وغالباَ ما يكون متوسط المصروف اليومي لطالب في الصف الابتدائي يكون 5000 ل.س، وبحسب إمكانياته لا يستطيع شراء أكثر من صنف واحد.

وتابع أن البوفيه يحتاج إلى براد كهربائي لتبريد العصائر ووضع البسكويت، والمدارس لا تملك خط كهرباء معفى من التقنين بل تخضع لنظام التقنين الموجود في المنطقة التي تتواجد بها، فيحتاج المستثمر إلى مولدة كهربائية لتشغيل البراد، وهذه تعد تكاليف إضافية.

وحول الشروط التي يجب أن يتمتع بها مستثمر البوفيه، بين الجلاب أنه يجب أن يكون غير محكوم، وخالي من الأمراض السارية، يتم اختياره عن طريق مزاد الظرف المختوم حيث يضع كل مستثمر مبلغ محدد ضمن ظرف مختوم وصاحب المبلغ الأعلى هو من ترسو عليه المناقصة.

يشار إلى أن “أثر برس” سبق ونشر تقارير عدة أوضاع المدارس في ريف دمشق غير جيدة وتلقى صعوبة في تأمين مستلزماتها من أوراق وأقلام وغيره حيث بينت مديرة المجمع التربوي في صحنايا سابقاً لـ”أثر” أنه تم توزيع كامل محتويات المستودع للمدارس المحيطة بها دون تردد أو تقصير، وبهذا يكون وضع المدارس كوضع الكثير من الدوائر الحكومية تقوم ببناء نفسها بنفسها وتأمين مستلزماتها عبر طرق كثيرة بهدف تحقيق العمل المطلوب منهم.

ولاء سبع – ريف دمشق

اقرأ أيضاً