خاص || أثر برس
طالت استهدافات إسرائيلية جديد، محيط العاصمة دمشق، بالرغم من مجموعة التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام العبرية والتي تؤكد أن الكيان الإسرائيلي غير قادر في المرحلة الحالية على خوض حرب.
وحول الرد المناسب للجانب السوري على هذه الاعتداءات المتكررة، لفتت صحيفة “رأي اليوم” اللندنية، إلى أن الدولة السورية في المرحلة الحالية لها أولويات تتمثل باستعادة جميع أراضيها وبعدها يمكن أن تدخل في حرب طويلة مع “إسرائيل”.
هذه الفكرة يبدو أنها موجودة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وبما أنها تسعى دوماً إلى تحقيق عدم الاستقرار في الداخل السوري، لجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى إبلاغ فقط كل من نظيريه التركي رجب طيب أردوغان والاسرائيلي بنيامين نتنياهو، بقراره المتعلق بالانسحاب من سوريا، كون أن الكيان الإسرائيلي يهمه جنوب البلاد، وتركيا تسعى لاحتلال مناطق شمالي البلاد. “نتنياهو” أكد أن ترامب أبلغه بمكالمة هاتفية بقرار الانسحاب دون أن يشرح تفاصيل هذه المحادثة، لكن من الواضح أن “نتنياهو” بعد هذه المكالمة بقي مصر على استهداف مواقع في سوريا، بالرغم من بعض “الانتقادات الإسرائيلية” المستمرة لهذه الاعتداءات، بسبب عدم جاهزية جيش الاحتلال لخوض حرب في حال قررت القوات السورية الرد على هذه الاعتداءات وعدم الاكتفاء بالتصدي لـ”الصواريخ الإسرائيلية”، وفقاً لما تنشره وسائل إعلام عبرية باستمرار.
وربما يكون تسلسل الأحداث هذا يشير إلى أن الرئيس ترامب، أعطى تعليماته لـ”نتنياهو” قبل قرار الانسحاب، حيث قال بعد أيام من إعلانه عن قراره لـ”رئيس الحكومة الإسرائيلية”: “لا أشعر بالقلق من أن يؤدي سحب القوات الأمريكية من سوريا إلى تعريض إسرائيل للخطر، لأن المساعدات الأمريكية الكبيرة لإسرائيل تمكنها من الدفاع عن نفسها”.
لكن الواقع يشير إلى أنه في ظل إصرار “نتنياهو” على استهداف سوريا بـ”الصواريخ الإسرائيلية”، ستعاني “إسرائيل” الكثير من التحديات في اعتداءاتها هذه على سوريا، فالصحف العبرية تواصل نشر تحليلات المسؤولين العسكريين الإسرائيلين، الذين يشيرون باستمرار إلى ضعف جيش الكيان، وإحدى هذه التقارير نشرتها صحيفة “هآرتس” العبرية التي نقلت عن “مفوّض شكاوى الجنود في الجيش الإسرائيلي” يتسحاق بريك، قوله: “إسرائيل مثل سفينة تايتانيك، الجميع يتهافت على المطاعم والمقاهي ولا يبدون أيّ حرص على سماع الأخبار السيئة عن الجيش.. والجيش فشل بشكل خطير عندما تبنّى ثقافة تنظيم وقيادة خاطئة، وهذه المشكلة تُعدّ مصدر كل مظاهر الفشل في أداء الجيش، وفي حال لم نعالج هذه المشكلة فإنّ الجيش سيواصل التدهور”.
بالمحصلة الكيان الإسرائيلي يعاني من ضغوط داخلية تعرقل استمراره بسياسته العدوانية التي تؤيده فيها أمريكا في المنطقة، وخصوصاً ضد سوريا، وعلى صعيد الضغوط الخارجية التي يعاني منها الكيان الإسرائيلي.
زهراء سرحان