أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن انسحابه بشكل كامل من مخيم جنين الواقع على أطراف الضفة الغربية، وذلك بعد يومين من الاجتياح، وسط توقعات بأن تكون هذه الحادثة بداية لمرحلة جديدة في فلسطين.
وفي هذا الصدد، لفتت صحيفة “الإندبندنت” البريطاينة إلى أنه “على رغم محاولات الجيش الإسرائيلي المتكررة اقتحام المخيم على مدار أشهر طويلة، فإن تلك المحاولات تنتهي بالفشل واندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة” مشيرة إلى أن “مجموعة كتيبة جنين، تتولى مهمة الدفاع عن المخيم وتنفيذ هجمات مسلحة ضد المستوطنين والجيش الإسرائيلي، وتمتلك الكتيبة معدات عسكرية مثل العبوات الناسفة، التي أصبح لها القدرة على تصنيعها، والصوايخ البدائية التي تعمل الكتبية على تطويرها، وسببت تلك المعدات على رغم تواضعها في إزعاج المؤسستين الأمنية والعسكرية لإسرائيل، وفي تحويل أي اقتحام للمخيم إلى معركة حقيقية تستمر ساعات”.
وتابعت الصحيفة أنه “الآن أصبح الإسرائيليون يشبّهون الوضع في المخيم بقطاع غزة الذي انسحبت منه إسرائيل قبل 18 عاماً، وباتت الصواريخ التي تنطلق منه مصدر تهديد للمستوطنيين”.
ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تقريراً لفتت فيه إلى أن:
“في الأسبوع الماضي، أفاد مسؤول إسرائيلي كبير بسيطرة الفلسطينيين على جنين، وكان الجيش الإسرائيلي على وشك غزو المدينة، وقال: إن القوات الإسرائيلية لم تتمكن من وقف تصعيد العنف هناك، ليكون هذا الإعلان بمثابة الاعتراف بالفشل” مضيفة أن “إسرائيل أعلنت انسحاب قواتها من جنين، وهذا قد يكون مجرد بداية لدورة مستمرة من العمل العسكري ورد الفعل، فأزمة جنين هي نذير لما ينتظرنا، ومن المحتمل أن تُجبر إسرائيل على استئناف احتلال عسكري واسع النطاق، مما يعني انتفاضة فلسطينية شاملة”.
فيما لفتت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية إلى المواقف الدولية والأممية التي أدانت هجوم الجيش الإسرائيلي على مخيم جنين، حيث نشرت: “كل مرة يواجه الإسرائيليون نفس المعضلة وهي: إذا انتهكوا حدود دولة فلسطين، فسيواجهون إدانات لا هوادة فيها من جميع أنحاء العالم، وضغوطًا سياسية ودبلوماسية، و احتمال فرض عقوبات، لذا نعم الوضع الحالي في إسرائيل فوضوي، واجتثاث المقاتلين الفلسطينيين من جنين سيستغرق وقتاً، وسيكون هناك بعض العناوين غير اللطيفة، وبعض الانتقادات الوقحة من رؤساء الحديث البغيض”.
يشار إلى أن التصعيد الذي شهده مخيم جنين منذ يوم الإثنين الفائت، حصل بعد اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المخيم بالأسلحة، ووصفت هذه العملية بأنها أكبر “اجتياح إسرائيلي” لجنين، منذ الاجتياح الإسرائيلي الكبير لها عام 2002.