يرافق وزير الخارجية فيصل المقداد، في زيارته إلى طهران وفداً سياسياً واقتصادياً وذلك بالتزامن مع جملة من التطورات التي يشهدها الملفان السياسي والاقتصادي، في العلاقات السورية- الإيرانية.
سياسياً:
شدد وزير الخارجية فيصل المقداد، ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في مؤتمر صحفي مشترك على ضرورة خروج القوات الأمريكية من سوريا، إلى جانب تطرقهما إلى مسار التقارب السوري- التركي والذي تلعب فيه كل من إيران وروسيا دور الوسيط.
وفي هذا الصدد قال المقداد: “من الأفضل للجيش الأمريكي أن ينسحب من سوريا قبل أن يتم إجباره على ذلك” مشيراً إلى أن “سوريا وأصدقاؤها ليسوا عاجزين عن إنهاء وجود داعش” منوّهاً إلى الوجود الأمريكي بمنطقة التنف جنوبي سوريا بالتحديد، وقال: “الولايات المتحدة تريد أن تكون منطقة التنف التي تحتلها مركزاً للتنظيمات الإرهابية التي ترسلها لهذا المكان أو ذاك”.
من جانبه، أكد عبد اللهيان، أن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة ككل وليس فقط في سوريا، مشيراً إلى القلق التركي من الدعم الأمريكي لـ”الوحدات الكردية” في سوريا، وقال: “نستشعر القلق التركي بما يخص انعدام الأمن في المنطقة”.
وحول مسار التقارب السوري- التركي، أكد عبد اللهيان، أنه تطرّق مع الوزير المقداد، إلى هذا المسار، حيث قال: “تطرقنا إلى تطورات أستانا والاجتماع الأخير” مضيفاً أنه “اتفقنا أن هذه الاجتماعات يجب أن تستمر، وأن تكون على مستوى رئيس وزراء وحتى رئاسة جمهورية وتكون على رأس جدول الاهتمامات”.
أما فيما يتعلق بالوجود العسكري التركي في سوريا والذي تطالب دمشق بإنهائه، أكد وزير الخارجية الإيراني أن “الحضور العسكري في الأراضي السورية لن يكون الطريقة الأفضل للحل، ونحن في إطار الاجتماعات التركية- السورية- الإيرانية- الروسية، نرى أفضل طريق للاتفاق والمحافظة على الأمن على الحدود المشتركة هو الديبلوماسية”، مشيراً إلى أنه تم تقديم مقترح يقضي بخروج القوات العسكرية التركية من الأراضي السورية وانسحابها إلى المناطق الحدودية، وفق جدول زمني محدد.
من جانبه قال المقداد: “نريد لأي قوة أجنبية غير مشروعة أن ترحل عن أرضنا، لكي تكون هناك علاقات طيبة ما بين الشعبين السوري والتركي”.
اقتصادياً:
تأتي هذه الزيارة بعد حوالي 4 أشهر من زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إلى سوريا التي وقّع خلالها 15 مذكرة تعاون شملت كل القطاعات بما فيها الطاقة والزراعة والمناطق الحرة والاتصالات وغيرها، وفي هذا السياق، أكد المقداد، أن “الخطوات العملية بدأت تتخذ لتنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال زيارة الرئيس إبراهيم رئيسي إلى سوريا مؤخراً” مشيراً إلى أن “زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا كانت مفتاحاً جديداً للعلاقات بين البلدين”.
بدوره، أكد عبد اللهيان، أنه “تم الاتفاق على أن تكون التعاملات التجارية بالعملة الوطنية للبلدين”، مشيراً إلى أنه “لدينا مشاريع مختلفة مع الحكومة السورية في مختلف المجالات وهي على جدول أعمال البلدين”.
وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة “الوطن” عن وزير الاقتصاد سامر الخليل، الذي يترأس الوفد الاقتصادي المرافق للوزير المقداد، تأكيده على أن هذا الوفد “عقد اليوم الإثنين، في العاصمة طهران اجتماعاً مع وزير الطرق وبناء المدن الإيراني مهرداد بزر باش، بصفته رئيس اللجنة عن الجانب الإيراني، كما سيجري لقاءً آخر مع السيد وزير الطاقة الإيراني، بالإضافة إلى إحدى شركات القطاع الخاص المهتمة بالتعاون مع سورية في تنفيذ مشاريع مشتركة، كما سيكون هناك لقاء للسيد وزير الاتصالات والتقانة مع نظيره وزير الاتصالات وتقانة المعلومات في إيران”.
يشار إلى أن مذكرات التعاون التي تم توقيعها أثناء زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا التي تمت في آذار الفائت، تضمنت “خطة تعاون شامل طويل الأمد، وخطط تعاون في مجالات الزراعة والنفط والمناطق الحرة، والاتصالات وغيرها”.
وأخذت هذه مذكرات التعاون تلك صداها في الإعلام الغربي والعبري، حيث لفت حينها مقال نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية إلى أن “زيارة الرئاسة الإيرانية مهمة والصفقات التي ستوقع تبدو مهمة من حيث رمزية التحالف الإيراني – السوري وتأثيره على دول الجوار” بدورها لفتت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية إلى أن “زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا جاءت في الوقت الذي تعتبر فيه إسرائيل أن الوجود الإيراني في سوريا مصدر قلق كبير بالنسبة لها”.