أثر برس

الأحد - 5 مايو - 2024

Search

توقف بعض محالج القطن بسبب تراجع زراعته.. هل تخسر سوريا ذهبها الأبيض؟

by Athr Press G

خاص|| أثر برس تراجعت زراعة وإنتاج القطن في سوريا خلال السنوات الأخيرة بشكل لافت توقفت معه بعض محالج الأقطان عن العمل، الأمر الذي أوقف عجلة دوران شركات الزيوت الحكومية أيضاً.

توقف بعض المحالج:

وبحسب مصادر “أثر برس”، فإن محلجي الفداء في حماة والوليد في حمص متوقفان عن العمل منذ سنتين، نظراً لقلة واردات القطن إليهما من المحافظات الشرقية.

وهنا أوضح مدير محلج الفداء أسامة كيالي لـ”أثر برس” بأن المحلج متوقف عن حلج الأقطان منذ العام الماضي، وكذلك محلج الوليد في حمص، بسبب قلة تسويق القطن الأمر الذي رأت من خلاله المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان عدم تشغيل هذين المحلجين تخفيفاً للنفقات، وخاصة أن ما يتم توريده من المحافظات الشرقية يكفي تشغيل محلجي تشرين في حلب والعاصي في حماة ولفترة قصيرة جداً أيضاً.

وبين كيالي أن المحلج للعام الثاني لم يعمل، متوقعاً توقفه أيضاً العام القادم نظراً لغياب المادة الأولية للقطن، ما يشكل خسارة كبيرة للاقتصاد المحلي، موضحاً بأن الأقطان التي تم استلامها في حماة من قبل محلج العاصي جاءت من منطقة السبخة في محافظة الرقة ومن معدان ومن دير الزور فقط.

كميات قليلة من القطن للمحلج الفعّال:

من جهته، كشف مدير محلج العاصي في حماة ياسر حلبية لـ”أثر برس” بأن إجمالي ما تم استلامه وحلجة من الأقطان هو 5500 طن و200 كغ فقط، منها 751 طن من محافظة الرقة و 4628 طن من محافظة دير الزور، ومن دمشق التي زرعت قطن الموسم الماضي 122 طن فقط.

وبرأي حلبية، فإن السبب يعود إلى غياب رغبة المزارعين في زراعة محصول القطن لارتفاع تكاليف إنتاجيته، وتدني سعر شرائه.

وبلغت كميات البذار الناتجة عن عملية الحلج بحسب مدير محلج العاصي نحو 13500 طن من البذور الصناعية و300 طن من البذور الزراعية، مشيراً إلى أن الفارق بينهما هو أن البذار الصناعية يتم تسليمها للشركات المنتجة للزيوت الحكومية، في حين البذور الزراعية يتم تسليمها لمؤسسة الإكثار، لتوزعها على المزارعين عند موعد زراعة المحصول في شهر نيسان من كل عام.

وختم مدير محلج العاصي حديثه بالتأكيد على أن واقع محالج الأقطان اليوم يختلف كلياً عن الماضي، جراء تراجع زراعة محصول القطن بشكل لافت، مقارنة مع إنتاج التسعينات إذ كان يصل إلى المليون طن، تأخذ معامل النسيج حاجتها منه لصناعة الخيوط القطنية، ويصدر الفائض.

وفي الشق المتعلق بالزراعة، ذكر مدير هيئة تطوير الغاب المهندس أوفى وسوف لـ”أثر برس” أن إجمالي إنتاج سهل الغاب هذا العام لم يتعد الـ 500 طن تم تسويقها إلى محلج محردة، من باب التقليل من تكلفة أجور النقل على المزارعين فيما لو كان لمحالج حماة.

وذكّر وسوف بأن مستقبل سوريا الاقتصادي سيتوقف على درجة كبيرة على القطاع الزراعي اليوم، في ظل غياب قطاع النفط والغاز، أي اقتصاد زراعي بامتياز.

يشار إلى أن مصادر مطلعة في شركة زيوت حماة بيّنت لـ”أثر” أن الإنتاج يتذبذب وفقاً لقدوم بذور القطن من المؤسسة العامة للأقطان الذي يرتبط بظروف صعبة بمواقع الإنتاج شرقي سوريا من ناحية القلة وتوفر الظروف، موضحاً أنه تم خلال العام الحالي عصر 1250 طن بذور قطن بما يساوي 79 طن زيت مكرر.

وتم تحديد سعر شراء الكيلو غرام الواحد من محصول القطن المحبوب من الفلاحين لموسم عام 2023 بمبلغ قدره 10000 ل.س واصلاً أرض المحالج ومراكز استلام المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان، بوقت قال رئيس الاتحاد المهني لعمال الغزل والنسيج محمد عزوز، إن كمية إنتاج القطن تقدر بحوالي 56 ألف طن في عموم مناطق سيطرة الدولة.

ذهب سوريا الأبيض:

وكان القطن السوري يشكّل نحو 30% من مجمل الصادرات الزراعية للبلاد، بالإضافة إلى أن عليه تعتمد الصناعات النسيجية، التي تُعدّ بدورها من ركائز الاقتصاد، ما منحه أهمية استراتيجية، وأنتجت سوريا في عام 2011 أكثر من مليون طنّ من القطن إلّا أن هذا الإنتاج تراجَع بشكل ملحوظ ليصل إلى 100 ألف طن في عام 2015، وأقلّ من 20 ألف طن في عام 2021، بنسبةِ تراجُع تجاوزت الـ90%، مع تقهقُر المساحات المزروعة من 250 ألف هكتار، إلى أقلّ من 35 ألف هكتار، خلال سنوات الحرب، وضعّف انخفاض منسوب نهر الفرات، وارتفاع ساعات التقنين الكهربائي، وشحّ المحروقات.

وأسهمت جودة القطن السوري في افتتاح مئات معامل الألبسة داخل سوريا وخصوصاً في حلب، طوال سنوات، ومع تراجُع المحصول المحلي اضطرّت هذه المصانع للتوجّه نحو الاستيراد لتعويض النقص الحاصل في الأسواق.

حيث وافق مجلس الوزراء في عام 2021، على السماح للقطاع العام وللصناعيين فقط باستيراد مادة القطن المحلوج والخيوط القطنية، وهذه كانت المرة الأولى في تاريخ سوريا التي تتجه فيها لاستيراد القطن.

محمد فرحة

اقرأ أيضاً