في إطار التحركات الأمريكية العسكرية والسياسية في الملف السوري، يستمر المبعوث الأعلى للولايات المتحدة الأمريكية في مناطق شمال سوريا نيكولاس غرينجر، بجولته في مناطق شمال شرق سوريا، التي يلتقي خلالها بشخصيات كردية وعشائرية، حيث أفادت تقارير كردية بأن غرينجر، طرح خلال اللقاءات مشروع أمريكي تحت عنوان “مشروع متكامل” في مناطق شمال وشرق سوريا، بعد أن يتم الاتفاق مع تركيا على صيغة محددة.
وبحسب التقارير الكردية فإن ما وصفته المشروع الأمريكي الذي أُطلق عليه اسم “المشروع المتكامل” في مناطق شمال وشرق سوريا، يهدف إلى تشكيل إطار واسع يضم مختلف القوى السياسية والعشائرية من مختلف المكونات.
فيما أشارت التقارير الكردية إلى أن المبعوث الأمريكي “لم يطرح شيئاً ملموساً حتى الآن، واقتصر عمله على الاستماع ومناقشة أفكار عامة، مثل أهمية أن يكون هناك استقرار في المنطقة، وضرورة مشاركة الجميع في إدارتها، من دون استثناء أحد، وألا تكون العلاقة مع تركيا عدائية… وأن المشروع الكامل سيُطرح بعد الاتفاق بين الولايات المتحدة وتركيا على صيغة محددة؛ نظراً لاستمرار اللقاءات بين الطرفين على مستوى الدبلوماسيين المعنيين بالملف السوري حول هذا الموضوع، لا سيما بعد زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لواشنطن، الأسبوع قبل الماضي” وفقاً لما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط”.
جولة غرينجر، إلى مناطق شرقي سوريا بدأت قبل أسبوعين، والتقى خلالها مع عدد من القوى السياسية وزعماء العشائر الكردية والعربية والسريانية والآشورية في شمال شرقي سوريا، تمهيداً لطرح مشروع متكامل في المنطقة وانعقاد مؤتمر لتلك الأطراف، ووفقاً لما نقلته وكالة “نورث” الكردية عن نائب الرئاسة المشاركة لـ”مجلس الرقة المدني” عبد السلام حمسورك، فإن زيارة الوفد الأمريكي هذه تعتبر الأولى بشكل علني ورسمي إلى المجلس، منذ انسحاب القوات الأمريكية من الرقة عام 2019.
يشار إلى أن زيارة الدبلوماسي الأمريكي إلى مناطق شمال شرق سوريا، تندرج ضمن الجهود الأمريكية الهادفة إلى عرقلة مسار التقارب السوري- التركي، وفي هذا الصدد، حيث أفادت مصادر “أثر” في مطلع العام الجاري أن واشنطن متجهة نحو إعادة تشكيل “قسد” شمال شرق سوريا بما يتناسب مع المتطلبات التركية، مشيرة إلى عملية إعادة تشكيل فصيل “لواء ثوار الرقة”، بقيادة “أحمد العلوش”، الملقب بـ”أبو عيسى”، وشرعت واشنطن حينها باستقطاب شبان من مدينة الرقة، على أن يشكل مجلس عسكري لمحافظة الرقة بقيادة “أبو عيسى”، وتحت راية “قسد”، مقابل أن تنسحب الفصائل الكردية من خطوط التماس بالريف الشمالي للمحافظة، ومن ثم إعلان سحب “قسد”، لفصيل “الوحدات الكردية”، من بلدة “عين عيسى”، ومن ثم مدينة الرقة، ولو كان شكليّاً.