أثر برس

تصعيد تركي ضد “الوحدات الكردية” شمالي سوريا.. ما علاقته بمحادثات أستانا 20؟

by Athr Press Z

تستمر تركيا بتصعيدها العسكري ضد “الوحدات الكردية” شمالي سوريا، وذلك باستهداف مواقعها باستمرار والإعلان عن مقتل عدد من قيادييها.

وفي هذا الصدد، أعلنت المخابرات التركية أمس الإثنين مقتل  11 من عناصر “الوحدات الكردية” في عملية نفذتها في منبج بريف حلب الشرقي بشمال غربي سوريا.

ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر أمنية تركية تأكيدها على أن عناصر المخابرات حددت نقاط انطلاق الهجمات التي تتم بالقذائف الصاروخية وقذائف الهاون على المنطقة التي تسيطر عليها تركيا شمالي سوريا والتي تطلق عليها اسم “درع الفرات”.

وأفادت وكالة “الأناضول” التركية بأن “عناصر المخابرات قامت برصد أوكار الإرهابيين عن كثب في منبج من الجو والأرض، بالتعاون مع القوات المسلحة التركية، ونفذت الأحد عمليات متزامنة، على النقاط المحددة على محور منبج، ما أسفر عن تحييد (قتل) 11 إرهابياً من تنظيم حزب العمال الكردستاني وامتداداته وتدمير مجمع للإرهابيين”.

وبتاريخ 23 حزيران الجاري، كشفت المخابرات التركية عن القضاء على أحد قياديي “حزب العمال الكردستاني” في عملية نفذتها في القامشلي شمال شرقي سوريا، ونقلت وكالة “الأناضول” التركية عن مصادر أمنية تركية، قولها: “إن المخابرات التركية تمكنت من تحييد إرهابي مطلوب بنشرة حمراء للإنتربول، يدعى عبد الرحمن جادرجي الذي يحمل الاسم الحركي أسعد فراشين، وهو عضو المجلس التنفيذي في العمال الكردستاني المصنف تنظيماً إرهابياً”.

وكذلك نفذت القوات التركية عمليات قصف في عدد من مواقع “الوحدات الكردية” شمال شرقي سوريا، في الأسبوع الفائت وتسببت بمقتل عدد من قيادييها.

تصعيد ما بعد أستانا 20:

التصعيد التركي ضد “الوحدات الكردية” يتزامن مع جولات المحادثات السورية- التركي والتي تجري ضمن إطار مسار التقارب السوري- التركي بوساطة روسية- إيرانية، حيث تضع أنقرة ملف وجود “الوحدات الكردية” بالقرب من حدودها على رأس قائمة مطالبها، لإنجاز هذا التقارب، وكان آخر هذه المحادثات بتاريخ 20 و21 حزيران الجاري في أستانا، وعلّق حينها رئيس دائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية” بدران جيا كرد، في لقاء مع صحيفة “الشرق الأوسط” على هذه المحادثات بقوله: “مسار التقارب السوري- التركي دخل مرحلة جديدة خطيرة بهدف ترميم العلاقات البينية بين تركيا وسوريا”.

أما الدولة السورية فتؤكد باستمرار على أن الأكراد هم جزء من الشعب السوري، مشددة في الوقت  ذاته على أنها ترفض أي مشروع انفصالي في أراضيها، وتدعو “الوحدات الكردية” باستمرار إلى وقف التعاون مع الولايات المتحدة  الأمريكية.

وعقب بدء هذه المحادثات أكد مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ميخائيل بوغدانوف: “القوات الأمريكية تدعم الإدارة الذاتية الكردية التي تعارض وحدة الأراضي السورية، وأضاف: “بالطبع، الأمريكيون يدعمون عدداً من المنظمات الكردية التي أنشأت شبه دويلة مع إدارة خاصة بها، وهذا أمر غير مقبول إطلاقاً”.

وتابع بوغدانوف، أن “الولايات المتحدة ليست مهتمة بحل القضية الكردية في سوريا وتمنع حلفاءها الأكراد من التفاوض مع دمشق”.

وبهدف حل الخلاف مع “الوحدات الكردية” عقدت الدولة السورية أكثر من 7 جولات حوار مع دمشق، لكن جميع هذه الجولات كانت فاشلة.

وحول احتمال مواجهة هذه “الوحدات من قبل الدولة السورية، سبق أن أكد معاون وزير الخارجية أيمن سوسان، في إجابة على سؤال حول إمكانية وجود تعاون عسكري بين سوريا وتركيا لمواجهة “الوحدات الكردية”: “كل ما يبدو صعباً أو مستحيلاً يمكن أن يتحقق، هكذا تعلمنا في السياسة ولكن هناك متطلبات يجب أن تتوفر، وأولى هذه المتطلبات إقرار تركيا بالانسحاب الكامل من الأراضي السورية، وفق جدول زمني محدد وتنفيذ هذا الانسحاب، وعندما يتحقق هذا الشيء تكون المجالات مشرعة لمختلف أشكال التعاون مع تركيا بما يخدم الأمن الوطني لكلا البلدين”.

يشار إلى أن محادثات أستانا 20 شددت على ضرورة وجود تنسيق بين وزارات الدفاع السورية والتركية والإيرانية والروسية، ومقاومة الخطط الانفصالية الرامية إلى تقويض وحدة سوريا وتهديد الأمن القومي لدول الجوار.

أثر برس 

اقرأ أيضاً