ظن العديد من المتابعين للموقف التركي في سوريا بعدما بدأت أمريكا بدعم “قوات سوريا الديمقراطية” أن الأزمة الخليجية شغلت تركيا عن سوريا والدعم الأمريكي لعدوتها، إلى أن أعلن الجيش التركي عن تحضيره لشن عملية عسكرية ضد أكراد سوريا في الشمال السوري، الأمر الذي دفع وسائل الإعلام إلى الحديث عن التداعيات التي ستنتج عن هذه المواجهة إضافة إلى الحديث عن تفاصيل التجهيز التركي.
حيث لجأ موقع “الوقت” التحليلي إلى الحديث عن القلق الذي يعيشه الأكراد بسبب الجيش التركي كما تحدث عن مخاطر هذه المواجهة فجاء فيه:
“المشهد شمالي سوريا على نار حامية يتخّلله تهديد ووعيد، وردّ بالمثل، من قبل تركيا والقوّات الكرديّة المدعومة أمريكياً، والخشية الكرديّة التي يرافقها قلق غامض أمريكي تأتي بعد نشر أنقرة مؤخراً قوات إضافية في المنطقة، فالأطراف الخاسرة كثيرة في حال اندلاع هذه المعركة التي ستحمل تبعات إقليمية هامّة، إلا أنّها ستكون في صالح تنظيم “داعش” الإرهابي خصوصاً بعد أن أصبحت المواجهة مسألة وقت فقط، وواشنطن تبدو غير قادرة على كبح الجماح التركي ضد الأكراد”.
أما صحيفة “صباح” التركية فتحدثت عن تفاصيل التجهيزات التركية فورد فيها:
“أكدت مصادر أن نحو 20 ألف مقاتل من الجيش السوري الحر، سيشاركون في العملية العسكرية المنتظرة التي ستطلقها تركيا لتحرير مدينة عفرين السورية من عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي (الامتداد السوري لمنظمة حزب العمال الكردستاني).
كما أن العملية العسكرية ستستمر قرابة 70 يوماً، حيث ستشمل إلى جانب عفرين، مدينة تل رفعت ومطار منغ العسكري.
والجدير بالذكر أن الأسلحة والعتاد التي تم حشدها للعملية الجديدة تبلغ ضعفي حجم الأسلحة والعتاد التي تم حشدها لعملية درع الفرات، لافتة إلى أن الجيش التركي أرسل موخرًا نحو 7 آلاف عسكري من الوحدات الخاصة إلى المنطقة”.
فيما تناولت صحيفة “الأخبار” في صفحاتها الموقف الروسي من هذه العملية التركية حيث ورد فيها:
“شهدت اسطنبول، أمس، لقاء هاماً بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، لكن مجريات اللقاء بقيت بعيدة عن التداول الإعلامي، وبالرغم من هذا يمكن التأكيد أن تحركات الجيش التركي الأخيرة كانت المحور الأبرز لهذا اللقاء، إلى جانب محادثات أستانا وصفقات الأسلحة الثنائية بين البلدين المتوقع إنجازها قريباً، وكان لافتاً أن وسائل الإعلام التركي لم تنقل أي تفاصيل عن الاجتماع، ومع أهمية الدور الروسي في تحديد حجم وفاعلية أي تحرك تركي محتمل في الشمال السوري، فانشغلت موسكو بالتحضير للقاءات الدبلوماسية بين ممثلي الدول الضامنة في مؤتمر أستانة، في حين بدا النشاط التركي لافتاً في التحضير للعملية العسكرية في الشمال السوري”.