أثر برس

الثلاثاء - 30 أبريل - 2024

Search

تحركات أنقرة الإيجابية إزاء الغرب وواشنطن.. ابتعاد عن موسكو أم استراتيجية خارجية مدروسة؟

by Athr Press Z

شهدت الآونة الأخيرة تحركات تركية إيجابية إزاء واشنطن وحلف “الناتو”، وتمثّلت هذه التحركات بإعادة قادة كتيبة “آزوف” إلى أوكرانيا، وإظهار مرونة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فيما يتعلق بقبول بلاده انضمام السويد وفنلندا إلى “الناتو” شرط قبول عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي، إذ أعلنت أنقرة إحالة طلب انضمام السويد للناتو إلى البرلمان، الأمر الذي أثار إشارات استفهام عن مستقبل العلاقات الروسية- التركية.

ولاقت الخطوات التركية ترحيباً من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، وقابلوها بتقديم بعض الامتيازات لأنقرة وفي هذا الصدد أفادت شبكة “CNN” الأمريكية بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعلن دعمه لعملية شراء تركيا لمقاتلات F-16، وذلك بعد أن عرقلت واشنطن هذه الصفقة سابقاً بسبب تزويد موسكو لأنقرة بمنظومة إس400.
كما بحث وزيرا الدفاع الأمريكي لويد أوستن، والتركي يشار غولر، اليوم الثلاثاء في اتصال هاتفي، الدعم العسكري لأنقرة.

ماذا عن روسيا؟

في مقابل التحركات الإيجابية إزاء الغرب وواشنطن، كان أردوغان، حريصاً على علاقته مع موسكو، التي شهدت مؤخراً تطورات مهمة في الصعيدين الاقتصادي والسياسي، سيما بعد تفعيل محطة “أكويو” الروسية للطاقة النووية، والتي تعد أول محطة للطاقة النووية في تركيا.

وفي هذا السياق، شدد أردوغان، على أن بلاده تحرص على الموازنة في موقفها إزاء حرب أوكرانيا وقال: “إن الحرب اندلعت بين روسيا وأوكرانيا الجارتين لتركيا على البحر الأسود عند انتهاء أزمة وباء فيروس كورونا”، مضيفاً أن “أسعار الطاقة والغذاء وصلت إلى مستويات قياسية في جميع أنحاء العالم، وبصفتنا تركيا فإننا اتخذنا موقفاً عادلاً ومتوازناً في الحرب بين روسيا وأوكرانيا” وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.

أما فيما يتعلق بالموقف الروسي من هذه التحركات التركية، وجه الكرملين انتقادات إلى بعض هذه التحركات سيما إعادة سجناء كتيبة “آزوف” التي تصفها روسيا أنها “منظمة إرهابية”، وتعتبر هذه الكتيبة من أبرز الحركات النازية الجديدة في أوكرانيا، وتعرّف عن نفسها بأنّها “منظمة قومية متطرفة تركز، عموماً على الصراع المستمر بين أوكرانيا وروسيا”، وبأنّها “دولة داخل دولة”.

وعلّق المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، على هذا القرار التركي بقوله: “وفق بنود الاتفاقيات مع تركيا، كان من المفترض أن يبقى قادة جماعة آزوف النازية المتطرفة في تركيا حتى نهاية الصراع”، مشدداً على أنّ “أنقرة وكييف انتهكتا الاتفاقية”، لافتاً إلى أنّ روسيا لم تُبلَّغ بشأن نقل عناصر “آزوف”.
هذا الاستياء الروسي لم يخلُ من بعض التفهّم للموقف التركي، ففيما يتعلق بمسألة انضمام السويد إلى الناتو قال الكرملين في بيان له اليوم الثلاثاء: “تركيا لديها التزامات ضمن الحلف ولم تكن لدينا أيّ أوهام بهذا الشأن”.

كواليس التحركات التركية:

لم يقدم الرئيس التركي هذه التنازلات للغرب، لولا ضمانات معينة، وفي هذا الصدد، لفتت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إلى أن “أردوغان استطاع انتزاع تنازلات من الغرب خلف الكواليس لقاء موافقته على انضمام السويد للناتو”، موضحة أنه “من بين طلبات أردوغان تزويد بلاده بطائرات F-16، إضافة إلى تحديث أسطول تركيا الجوي، ولم ينس أردوغان أن يحثّ التحالف على إرسال رسالة واضحة وقوية بشأن عرض تركيا الانضمام للاتحاد الأوروبي، وفي الحقيقة بذل بايدن وفريقه من البيت الأبيض جهوداً جبارة لإقناع
الكونغرس بطلبات أردوغان وبأنه من الأفضل إبقاء تركيا داخل خيمة الناتو”.

وإلى جانب الدعم العسكري، نقلت صحيفة Haberler عن مسؤول تركي رفيع، أن تركيا حظيت بدعم غربي كامل يشمل رفع العقوبات وتحرير نظام التأشيرة، بعد إعلان أنقرة إحالة طلب انضمام السويد للناتو إلى البرلمان، مضيفاً أنه “في الاجتماع بين تركيا والسويد وحلف شمال الأطلسي، أعلنت السويد أنها ستدعم بنشاط عملية حصول تركيا على العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي، وتحديث الاتحاد الجمركي مع أنقرة، وتحرير التأشيرات”.

زهراء سرحان- أثر برس 

اقرأ أيضاً