أثر برس

الجمعة - 3 مايو - 2024

Search

تجميد المسارات التي تم تفعيلها مؤخراً.. سوريا تحت الضغوطات مجدداً

by Athr Press Z

أحرزت دمشق خلال الأشهر الفائتة تقدماً لافتاً في أكثر من ملف سياسي، وتمثّل هذا التقدم بانفتاح عربي وفتح مسار التقارب السوري- التركي، وإعادة تفعيل دور سوريا في عدد من الفعاليات العربية والدولية، لكن بدل أن ينعكس هذا التقدم على الوضع المعيشي السوري، تراجع الاقتصاد أكثر وتم تجميد العمليات السياسية التي كان تقديم الدعم الاقتصادي، أحد أبرز بنودها.

أمام هذا التراجع وصف الكاتب والسياسي السوري فايز سارة، الوضع في سوريا بأنه “الأشد قتامة” منذ بداية الحرب السورية، وأشار في مقال نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” إلى أنه “تتشارك في صنع قتامة الصورة، عوامل داخلية وخارجية، مما يجعل الصورة أشد تعقيداً من أي وقت مضى، ويجعل معالجتها أو الخروج منها أصعب بكثير، مما كان يحيط بفكرة حل أو معالجة القضية السورية في السابق” معتبراً أن “أبرز العوامل الخارجية تتبدى في استمرار غياب الإرادة الدولية بالوصول إلى حل، والأسوأ أن الأمر يترافق مع غياب الحديث عن حل ما، بل إن المبادرات التي ظهرت في العام الماضي انكفأت”

وتابع سارة أنه “ثمة مؤشر آخر، لا يقل أهمية، تمثله تحشيدات عسكرية، تعزز احتمال صدامات عسكرية في شرق سوريا، تقودها الولايات المتحدة لإغلاق ممر الحدود المفتوحة بين العراق وسوريا، والمؤشر الثالث المهم، هو البدء بصياغة علاقات جديدة للقوى داخلية/ خارجية ومنها تقارب أمريكي – تركي، لا تتخلى فيه واشنطن عن قوات سوريا الديمقراطية- قسد، شرق الفرات، ولا تتنازل تركيا عن أدواتها في مناطق سيطرتها في غرب الفرات، بل تدفع مسلحين من الجيش الوطني التابع لها للانضمام لقوات تعمل بقيادة أمريكية”.

وفي سياق الحديث عن الإجراءات الأمريكية، نشر الصحفي حسين إبراهيم، في صحيفة “الأخبار” اللبنانية مقالاً أكد خلاله أن “ما يجري هو محاولة جديدة من واشنطن وحلفائها لاستخدام الساحة السورية، وهذا ما يفسر تعدّد الوسائل التي تُستخدم فيها، من التحرّكات العسكرية الأخيرة في البادية ومنع دول كالسعودية والإمارات من تطوير العلاقات مع دمشق، وخصوصاً مدّها بالمساعدات التي كانت الأخيرة وُعدت بها (منها 5 مليارات دولار من الرياض)، وصولاً إلى إيقاظ المعارضة التي كانت قد دخلت في سبات منذ سنوات”.

وفي الوقت ذاته استبعد إبراهيم، أن تنسحب التعقيدات إلى حد اشتعال عملية عسكرية، مشيراً إلى أن “هناك أسباباً كثيرة تدفع إلى الاعتقاد بأن الأمريكيين ليسوا في وارد إشعال حرب كبيرة جديدة ضد دمشق وحلفائها، ولا سيما إيران التي يطمح الأمريكيون إلى الحصول على تنازلات منها، أكثر منه إلى خوض مواجهة مفتوحة معها، باعتبار أن الكثير من ساحات المواجهة بين الجانبين هادئة الآن، والعراق هو المثل الأوضح، ويضاف إلى ما تقدّم أن خارطة التظاهرات الحالية وزخمها، يختلفان جوهرياً عن تلك التي وقعت قبل 12 عاماً، ولا سيما أن البداية والزخم هذه المرة كانا في محافظة السويداء، التي لم تكن جزءاً من الحرب السابقة، بل كانت جزءاً أساسياً من مواجهتها، وهو ما ينطبق كذلك على بعض مناطق اللاذقية”.

وفي السياق ذاته يرى الكاتب الدكتور خيام الزعبي، في مقال نشرته صحيفة “رأي اليوم” أن “ما يحدث في سوريا يشكل صورة واضحة للعبة الدولية والإقليمية بكل تفاصيلها، فهذه اللعبة هي التي تعمل بصمت عبر أدواتها على تغيير وضع سوريا، تلعبها أمريكا وحلفاؤها لتحقيق مصالحها وأطماعها التي لا تعرف حدود، فقط تعرف إنجاز مهمتها وتحقيق استراتيجياتها عن طريق أدواتها التي تملأ سوريا اليوم من كل الأنواع والأشكال”.

وأضاف الزعبي في مقاله أن “أول الخاسرين في هذه اللعبة هم السوريون، كون هذا المشروع لا يستهدف سوريا وحدها، وإنما المنطقة معها،  خدمة لإسرائيل وحلفاؤها، فهو يستهدف تدمير سوريا بالمقام الأول، وتحطيم قدراتها وقوتها، وبالتالي فإن المخطط الأمريكي الصهيوني على سورية أصبح على محك الخطر، وهناك توقعات بانفجار المنطقة برمتها التي أصبحت معرضه لمخاطر الحرب نتيجة المواقف المتعنتة للدول المتآمره على سورية، أمام الخطر الذي أصبح يستهدف المنطقة”.

وتأتي هذه التقديرات في الوقت الذي شهدت فيه المسارات السياسية السورية التي تم تفعيلها مؤخراً حالة من الجمود والتوقف عن اتخاذ أي خطوة عملية، لا سيما مسار التقارب السوري- التركي، والتقارب العربي من سوريا، وتطبيق بنود اتفاق عمّان، وذلك بالتزامن مع تراجع الوضع المعيشي والاقتصادي في البلاد إلى حد كبير.

أثر برس 

اقرأ أيضاً