أثر برس

بين قمتي طهران وجدة.. هل ستُحل الأزمات التي باتت شبه منسية في العالم؟

by Athr Press Z

بالرغم من تأكيد الجانب الروسي على عدم ارتباط زيارة الرئيس فلاديمير بوتين، إلى طهران بالزيارة التي أجراها الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى الشرق الأوسط، اهتم الخبراء والمختصون، بإجراء مقارنة بين الزيارتين، ونتائجهما.

وفي هذا الصدد، أفاد مقال نشره مركز “ويلسون” للدراسات بأن: “بايدن حاول إقناع القادة العرب التسعة الذين التقى بهم في السعودية الأسبوع الماضي بأن الحرب الباردة قادمة إلى الشرق الأوسط وأنه يتوجب عليهم الوقوف مع الولايات المتحدة ضد روسيا والصين، لكنه لم يجد من يتجاوب مع رسالته، حتى عندما أضاف إيران إلى المعادلة”، مشيراً إلى أن “هؤلاء القادة لم يتفاعلوا مع فكرة الحرب الباردة التي يُعاد إحياؤها بشأن أوروبا كما فعلوا مع الحرب القديمة بين حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، فهم إما يقفون على الهامش أو يوسعون علاقاتهم مع روسيا والصين، كما رفضوا اتباع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في فرض عقوبات على روسيا بعد غزو أوكرانيا”.

كما نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية مقالاً وصفت خلاله بوتين بأنه “لاعب ماهر في الشرق الأوسط” جاء فيه:
“إن رحلتي الرئيسين الروسي والأمريكي فلاديمير بوتين وجو بايدن إلى الشرق الأوسط، أظهرتا أنّ دول المنطقة تدعم موسكو في تشكيل عالم متعدد الأقطاب، فجولة بايدن في دول الشرق الأوسط لم تحقق نجاحاً كبيراً، إذ تشير النتائج الهزيلة لزيارة بايدن إلى الشرق الأوسط إلى أنّ اللاعبين الإقليميين الرئيسيين، وخصوصاً من دول الخليج، غير مستعدين للتخلي عن العلاقات مع روسيا والصين”، مشيراً إلى أن “بايدن فشل في إجبار ولي عهد السعودية محمد بن سلمان على التصرف بناءً على أوامر من واشنطن بشأن مسألة زيادة إنتاج النفط، فالسعوديون لديهم الآن تداخل أكبر بكثير مع الروس فيما يتعلق بأسعار النفط، مقارنةً مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بقضايا الأمن الإقليمي”.

وكذلك نشرت “الشرق الأوسط”:
“كل من القوتين الكبريين تحاولان توظيف القمة في توقيت انعقادها ونتائجها في صراعها مع القوة الأخرى، المشاركة الأمريكية وما سبقها وواكبها من تحركات ومواقف دلّت على انخراط متجدد للولايات المتحدة في المنطقة بعد سنوات من القيادة من الخلف في زمن الرئيس أوباما أو الانسحاب التدريجي من المنطقة من دون الإعلان عن ذلك رسمياً، وسياسة الأحادية الحادة ولغة الصدام والتبسيط والاختزال والجهل لخصوصيات المنطقة التي شكّلت جزءاً من عقيدة ترمب في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط بشكل خاص… أهمية قمة جدة في توقيتها بالطبع، والمنطقة تقف كما أشرنا على مفترق طرق: انسداد الأفق فيما يتعلق بالتوصل إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي (اتفاق 5 +1) وما قد يحمله من تداعيات، ولكن أيضاً في عدد وطبيعة المشاركة، والأهمية الكبرى تكمن بشكل خاص في تبلور موقف عربي فاعل لكيفية التعامل مع التحديات في الإقليم الشرق أوسطي، لكن التفاهم حول عدد من الأولويات الإقليمية لا يعني إسقاط الأهداف الأمريكية على القمة وتبنيها من هذه الأخيرة، فالموقف العربي كان واضحاً: لا (ناتو عربي) أو (شرق أوسطي) كما جرى الإيحاء قبل القمة، ولا تحديد مسبق لحجم الإنتاج التي تريده واشنطن من الغاز والنفط للتعامل مع تداعيات الأزمة الأوكرانية، مع التذكير عبر ذلك الموقف بالعلاقات الطبيعية التي تربط الدول العربية بكل من روسيا والصين الشعبية”.

تشير التحليلات إلى أن فكرة تشكيل “عالم متعدد الأقطاب” باتت وشيكة جداً، وذلك بالاستناد إلى عدة معطيات كمصالح الدول في المنطقة والدروس التي تعلمتها من تحالفاتها السابقة وغيرها، لافتين في الوقت ذاته إلى أنه من البديهي أن تشكيل “عالم متعدد الأقطاب” يعني حل العديد من الأزمات والحروب الصغيرة والتي كادت أن تنضوي ضمن الأزمات المنسية في العالم، كما هو الحال في سوريا.

أثر برس 

اقرأ أيضاً