اهتمت النسخة الثامنة من مؤتمر بروكسل، الذي انطلق أمس الأربعاء، بملف اللاجئين السوريين الموجودين في لبنان على وجه التحديد.
وأفادت وكالة “DPA” الألمانية بأن الاتحاد الأوروبي يعتزم وقف تدفق اللاجئين السوريين الذين يقيمون حتى الآن في لبنان بتقديم مساعدات مالية كبيرة تبلغ قيمتها نحو مليار يورو.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، أنه من المقرر استخدام أموال المساعدات في تعزيز الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية في لبنان.
كما سيجري تخصيص أموال للسلطات الأمنية والقوات المسلحة اللبنانية، وكذلك لمكافحة عصابات تهريب البشر، ولإجراء إصلاحات اقتصادية ومالية.
وفي هذا الصدد، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في مؤتمر صحافي في السراي الحكومي، اليوم الخميس، مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، في بيروت، تقديم حزمة مالية بقيمة مليار يورو دعماً للبنان، مؤكدةً “ضرورة ضمان رفاه اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة”.
وأوضحت المسؤولة الأممية أن “الحزمة ستكون متاحة ابتداءً من السنة الجارية وحتى عام 2027”.
وقالت إنّ “الاتحاد يتفهم التحديات التي يواجهها لبنان نتيجة استضافة اللاجئين السوريين ونازحين آخرين ومن الأساسي ضمان رفاه اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة”.
وشددت على أن الاتحاد “يريد أن يساهم في الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في لبنان، بتعزيز الخدمات الأساسية مثل التعليم والحماية الاجتماعية والصحة”.
وأضافت فون دير لاين أن الاتحاد “سيواكب لبنان في المضي قدماً بالإصلاحات الاقتصادية والمالية والمصرفية”، مشيرةً إلى أنّ هذه الإصلاحات أساسية لتحسين الوضع الاقتصادي العام للبلاد في المدى الطويل”.
وأكدت فون دير لاين أن “الأمن والاستقرار هما أيضاً أساسيان للاستثمار”، معلنةً سندعم الجيش والقوى الأمنية الأخرى، وموضحةً أن برنامج الدعم “سيركز على توفير المعدات والتدريب لإدارة الحدود”.
وتأتي هذه الزيارة، بعد أيام من تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية، أكدت فيه أن المسؤولين اللبنانيين يفرضون على السوريين المقيمين في البلاد منذ سنوات ممارسات تمييزية بوصفها وسيلة لإجبارهم على العودة إلى سوريا، كالاعتقال التعسفي، والتعذيب.
وطالبت المنظمة الحكومات التي تقدم الدعم للجيش اللبناني والأمن العام، “وضع آلية علنية لتقييم تأثير تمويلها في حقوق الإنسان، والضغط على لبنان للسماح بآلية إبلاغ مستقلة لضمان عدم مساهمة التمويل في انتهاكات حقوقية أو إدامتها”.
ويتزامن هذا الدعم الأوروبي للبنان، مع تقرير لمنظمة الهجرة العالمية، أكد أن “أكثر من 3000 سوري غادروا لبنان منذ كانون الثاني، مقارنة بـ4500 خلال العام الماضي بأكمله، إذ توجه عدد منهم إلى قبرص التي تبعد نحو 180 كيلومتراً”.
وانطلقت أمس الأربعاء، النسخة الثامنة من مؤتمر المانحين حول سوريا، وفي وقت سابق أكد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، لويس ميغيل بوينو، أن هذا المؤتمر سيُعقد بغرض حشد الدعم لصالح السوريين في بلدهم والدول المتأثرة من تداعيات الحرب السورية.
وعُقد مؤتمر بروكسل7 في 9 أيار 2023 في العاصمة البلجيكية بروكسل، وخصص مبلغ 108 ملايين يورو لسوريا، وفي الوقت نفسه قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: “إنّ الاتحاد الأوروبي لن يقيم علاقات دبلوماسية مع الدولة السورية ولن يرفع العقوبات المفروضة على دمشق”.
وينظم الاتحاد الأوروبي مؤتمر “دعم مستقبل سوريا والمنطقة” منذ العام 2017، لمناقشة ملفات عدة وأبرزها الملف السوري وسبل التوصل إلى حل للأزمات السورية، من دون دمشق.