أثر برس

الجمعة - 26 أبريل - 2024

Search

“بنت الرعد” بـ 100 ألف ليرة.. رحلات تخييم للبحث عن “الكمأة” في بادية سوريا

by Athr Press G

خاص|| أثر برس بدأت رحلات جمع فطر “الكمأة” التي تعرف أيضاً باسم “بنت الرعد”، في مناطق متفرقة من البادية السورية، ويتراوح السعر الحالي للكيلو الواحد بين 40 – 100 ألف ليرة سورية، بحسب حجم الثمرة التي تنمو بشكل طبيعي في البادية والمناطق المفتوحة في المحافظات الشرقية.

مخيمات متنقلة:

يعتمد الباحثون عن الكمأة على التخييم في مناطق نائية ومفتوحة لمدة تسمح لهم بتمشيط كامل المنطقة التي يتواجدون فيها وبدائرة قد يصل قطرها إلى 10 كم، ثم يتم الانتقال إلى منطقة أخرى للبحث عن الثمار التي يُستدل على وجودها من خلال تشقق الطبقة السطحية للأرض، أو تحليق بعض الحشرات حولها، ويتراوح الوزن الطبيعي للثمرة الواحدة بين 50 – 300 غرام، في حين أن بعض الثمار قد تصل إلى أكثر من ذلك.

وبحسب ما علم “أثر برس”، فإن عملية التسويق تتم خلال فترة الانتقال من منطقة لأخرى بقصد التخييم، وتعتبر “الكمأة”، من الفطريات الموسمية التي تُطلب بشكل كبير في الأسواق، ومن المتوقع أن يصل سعرها إلى 250 ألف ليرة في أسواق دمشق والمحافظات الداخلية، بسبب ارتفاع تكاليف النقل من مناطق القطاف، وتعد مناطق البادية الواقعة بين محافظتي الحسكة ودير الزور، ومناطق البادية الواقعة إلى الشرق والجنوب من محافظة الرقة، إضافة إلى مناطق جنوب محافظة دير الزور من أكثر المناطق التي يتم استخراج “الكمأة” فيها، ويربط السكان بين نمو هذا النوع من الفطريات والعواصف الرعدية.

يتراوح لون “الكمأة”، بين الأصفر الفاتح والأسود، ويتم قطافها أيضاً من مناطق البادية التي تحتلها القوات الأمريكية بالتعاون مع فصيل “جيش سوريا الحرة”، والتي تقع في محيط بلدة التنف ومخيم الركاب، ويعمل عدد من الشبان من قاطني المخيم الواقع في أقصى جنوب شرق الأراضي السورية بقطاف “الكمأة”، من خلال التخييم في مناطق “التنيفات – ثلجية – الزويرية”، وهي مناطق تقع أقربها على بعد 50 كم إلى الشمال من المخيم.

لا أدوات فعلية للبحث عن الكمأة، فالثمار تتواجد تحت سطح الأرض بمسافة لا تزيد عن 15 سم، وبالتالي فإن أي قطعة معدنية مثل “مفكات البراغي – سيخ حديد”، تفي بالغرض، وتستخدم اليد بشكل أعزل لإبعاد التراب عن محيط الثمرة بما يضمن بقائها سليمة، ولا تستخدم الفؤوس أو الرفوش في قطاف الثمار خشية من إتلافها.

مخاطر البحث:

يتحدث بعض الشبان من العاملين في قطاف “الكمأة”، لـ “أثر برس”، عن مخاوفهم من مجموعات تنظيم “داعش” التي تتحرك في مناطق البادية خاصة في أطراف منطقة خفض التصعيد المعروفة باسم “منطقة الـ 55 كم” والتي تحيط بـ “قاعدة التنف”، مكان تواجد قوات الاحتلال الأمريكي، حيث كانت مجموعات التنظيم قد خطفت عدداً من الشبان العاملين على قطاف هذا النوع من الثمار خلال السنوات الماضية، وغالباً ما تقوم مجموعات التنظيم المتشدد بسرقة المحصول، إضافة لسرقة الآليات التي يستخدمها الباحثون عن “الكمأة”، وقد يصل الأمر إلى حد التصفية الجسدية بقصد السرقة.

كما أن خطر الألغام ومخلفات تنظيم “داعش” في البادية السورية من العبوات الناسفة والمتفجرات، يثير رعب الباحثين عن الكمأة، لذا يتم التحرك في غالب الأحيان بحذر شديد على الطرقات القديمة التي يتم التأكد من عبور سيارات من خلالها خلال وقت قريب، ويبقى الباحثون حاملين للأسلحة الفردية في محاولة منهم لتأمين الحماية الذاتية، لكن في المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، فإن حمل السلاح في مثل هذه الحالات قد يعرض السكان للاعتقال بتهم قد تصل لـ “موالاة تنظيم داعش”، ويكون الهدف الفعلي من الاعتقال هو مصادرة كميات “الكمأة”، التي تكون بحوزة الشخص في مثل هذه الحالة.

 

اقرأ أيضاً