أثر برس

الأحد - 5 مايو - 2024

Search

بلدات جنوب دمشق من دون مياه.. ومدير مؤسسة المياه يوضح لـ “أثر” خطط المؤسسة

by Athr Press H

خاص|| أثر برس اشتهرت دمشق عبر تاريخها بما نقله الشعراء والكتاب عن مياها وغوطتها التي تكسيها الأشجار ومنتزهاتها التي تمر بها الأنهار، ولكن معظم مناطق العاصمة وريفها تعاني اليوم من شح المياه وعطش الإنسان والأشجار لصعوبة وصول المياه لها خاصةً مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، وتعد المناطق الجنوبية لدمشق وأشهرها يلدا وببيلا وبيت سحم وكفر بطنا التي عاد عدد كبير من اهلها للعيش فيها من أشهر المناطق المتضررة بنقص المياه، إضافة لسوء الواقع الخدمي فيها بشكل عام.

يعاني بعض أهالي حارة “صالة العدنان” في منطقة يلدا في ريف دمشق، قلة المياه وانقطاعها المتكرر، موقع “أثر برس” زار عدد من العائلات في المنطقة، التي تضم أكثر من 400 أسرة، شرحوا لنا معاناتهم وكيف يزودون بالمياه التي تصلهم بواسطة غطاسات من 6 آبار فقط.

تصل المياه لحدودنا

يعاني جمال (37 عام أستاذ في مدرسة حكومية) من انقطاع المياه بشكل متكرر، يقول لـ “أثر برس”: إن خط المياه في شارع النخيل يتوقف عمله عند وصوله إلى حارة العدنان، ولدى مراجعة البلدية كان الرد بأن مفتاح المياه “السكر” بحاجة لصيانة، وهناك وعود بإنجاز مشروع مستقل، يتضمن إنشاء خزان كبير، وتزويده بالمياه من بئر بعمق 200 متر.

وأضاف أن السكان يجبرون على شراء مياه للشرب واستئجار صهاريج المياه، كما أنهم محرومون من الاستحمام عند حاجتهم بالرغم من شدة الحرارة، إضافة لتقنينهم للمياه المستعملة في دورات المياه وغسيل الملابس، مما يزيد مشاكل الأطفال لعدم قدرتهم على عدم استخدام المرافق والحمام وصعوبة حفاظهم على نظافة الألبسة.

لاعدالة في التوزيع وزيادة تكاليف

يتفق غازي (55 عام) مع جمال حول انقطاع المياه، لكنه يرى أن انقطاع المياه سببه الرئيسي انقطاع التيار الكهربائي، يوضح لـ “أثر برس” أن وصل الكهرباء لأقل من ساعة واحدة، بعد انقطاعات طويلة، يجبر أهالي المنطقة على تشغيل المولدات، مما يؤدي إلى تكاليف مرتفعة، خاصةً مع ندرة المشتقات النفطية، كما أن كمية الكهرباء الواصلة لا تساعد على تعبئة الخزانات، باعتبار أن كل بئر مياه يغذي ما يقارب الـ 30 إلى 40 أسرة.

ويشتكي غازي أيضاً من انعدام العدالة في توزيع المياه، يقول: بينما نعاني من انقطاع المياه، تصل إلى جوارنا في الشارع ذاته، وفي الوقت ذاته، ولا تصلنا، ما يجبرنا إما على شراء المياه، أو طلبها من الجيران.

مؤسسة المياه توضح

تواصل موقع “أثر برس” مدير مؤسسة المياه في دمشق وريفها المهندس سامر هاشم ونقل له معاناة هذه العائلات، الذي نفى أن تكون المشكلة في مفاتيح المياه، إنما في المصدر المائي في مناطق يلدا وببيلا وسيدي مقداد وبيت سحم، موضحاً أن هذه المناطق مزودة بآبار، لكنها بحاجة لزيادة في كمية الكهرباء من أجل استجرار المياه.

وأضاف هاشم أن مشاريع المياه المستقلة تحتاج لكهرباء مستقلة، لكن المناطق المذكورة تعد من أصعب الحالات في دمشق وريفها، المشروع المستقل يجب أن يغذي كافة المنطقة من دور سكن ومحلات تجارية، ما يحتاج إمكانيات ضخمة من مؤسسة الكهرباء.

غياب العدالة من الشبكة

وحول عدم العدالة في توزيع المياه، أجاب هاشم: يعود السبب لانخفاض شريحة إحدى الخطوط عن الأولى، وتوحيد الشبكة سيؤدي لمد المشكلة للمناطق الأخرى، بالتالي زيادة عدد المحتاجين للمياه.

الطاقة الشمسية والتمويل

كشف مدير مؤسسة المياه في دمشق وريفها سامر هاشم لـ “أثر” أن هنالك مشروع يجري حالياً لاستبدال الشبكة في يلدا، إضافة لوجود دراسات لاستخدام الطاقة الشمسية، لكن المشروع بحاجة لعوامل تمويليه لإنجازه، أما بالنسبة للمنطقة المذكورة فلا يوجد مشروع مستقل في العام الحالي، لكننا نقوم بالتنسيق بشكل دائم مع مؤسسة الكهرباء لمحاولة زيادة التغذية وبالتالي وصول المياه.

يذكر أن مناطق يلدا وببيلا وبيت سحم وكفر بطنا، التي عادت لسيطرة الدولة باتفاق مصالحة منذ 6 سنوات، يشتكي الآلاف من سكانها من واقعها الخدمي السيئ بالعموم من إيصال ماء وكهرباء ومواصلات، إضافة لأن معظم المشاريع الخدمية فيها تمول حكومياً أو عبر المنظمات غير الحكومية.

فراس جليلاتي – دمشق

اقرأ أيضاً