وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، رسالة إلى اللاجئين السوريين، وذلك خلال كلمة له من المجلس الاقتصادي الاجتماعي في وسط بيروت، تطرق فيه للحديث عن التطورات والأوضاع المعيشية في لبنان.
حيث قال: “لا أحد يجهل بأن الواقع الاجتماعي بأسوأ أنواع الانهيار، والأسباب هي الحرب، والفساد السياسي ونهب أموال الدولة والخيارات السياسية الدائمة، وإدخال لبنان بنزاعات إقليمية، وهبوط قيمة الليرة أمام الدولار، وجائحة كورونا، وتفجير مرفأ بيروت.. الجشع والتلاعب بالأسعار، وانعدام المسؤولية لدى أهل السلطة، بل كلهم أمعنوا بافتعال أزمة سياسية حادة تسببت بأزمة اقتصادية واجتماعية خانقة..”، وفقاً لوسائل إعلام لبنانية.
وأضاف: “ما يقلقنا بالإضافة إلى هجرة شعبنا، تزايد عدد اللاجئين والنازحين الذين بلغوا نصف سكان لبنان، وعدا عن كونه ثقلاً اقتصادياً كبيراً، لكن، هذا الواقع يشكل عبئاً اقتصادياً ثقيلاً على لبنان وخطراً سياسياً وديمغرافياً وأمنياً وثقافياً، وعلى الجميع السعي لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وعودة النازحين السوريين لبلادهم”، متابعاً: “عودوا إلى بلادكم وتابعوا تاريخكم وثقافتكم، وإن لم تعودوا تكونوا أنتم من تقيمون الحرب الثانية بهدم ثقافتكم وتاريخكم، ونطالب بذلك بكل محبة”.
وكان البطريرك الماروني في لبنان بشارة الراعي، دعا في وقت سابق من الشهر الجاري، إلى إعادة اللاجئين السوريين قسراً إلى سوريا، وذلك لأنه “من غير الممكن حدوث عودة طوعية” حسب تعبيره.
وأضاف حينها في حديث لـ “إذاعة الفاتيكان”: إن “على اللاجئين السوريين العودة إلى سوريا لأن الحرب انتهت هناك، وهم لا يريدون الإقرار بذلك، ويصرون على البقاء في لبنان”، مؤكداً أنه “لا يكنّ العداء للاجئين السوريين، لكن لبنان لا يستطيع تحمل مثل هذا العبء.. اللبنانيين باتوا يغادرون بلادهم، واللاجئون يحلون مكانهم”.
يذكر أن فئة كبيرة من اللاجئين السوريين الذين يقدر عددهم بأكثر من مليون في لبنان، يعيشون الآن تحت خط الفقر المدقع، ووفق دراسة حديثة أجراها معهد الصحة العالمية بالجامعة الأمريكية في بيروت، في تموز الفائت، فإن ربع اللاجئين السوريين في لبنان يعانون من الاكتئاب.