أثر برس

الأحد - 28 أبريل - 2024

Search

بعض روادها من أهالي دير الزور.. مهرّبون يروون لـ”أثر” تفاصيل حول تهريب البشر

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس أوصلت الأوضاع المعيشية الخانقة الشاب ذا الـ25 عاماً “عبود طه” ابن محافظة دير الزور لاتخاذ قراره بالهجرة خارج سوريا، فقرر الهجرة بطرق التهريب، والمخاطرة باحتمال الاحتجاز من حرس الحدود التركي “الجندرما”.

يروي الشاب عبود -اسم مستعار- لـ”أثر” رحلته التي بدأت من إحدى قرى محافظته دير الزور، إذ تمكن منذ عامين من العبور إلى تركيا، واعتقلته هناك “الجندرما التركية” ليتم تحويله إلى أحد سجون فصائل أنقرة شمالي سوريا وبعد تغريمه بمبلغ مادي أُعيد إلى مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”، ليجري فيما بعد محاولة هجرة ثانية عبر طرق التهريب والوصول إلى تركيا، والتقى هناك عدداً من أبناء دير الزور ليتوجهوا فيما بعد إلى بلغاريا.

الشاب عبّود أصبح لاحقاً ممن ينشطون بتهريب البشر ويجني من هذا العمل مدخولاً مادياً جيداً (حسب وصفه)، وأكد في حديث لـ”أثر” أن “رؤوس شبكات التهريب هم أفغان ومغاربة، وحالياً بات لأهالي دير الزور حضور في قيادتها، سيما لأبناء محافظتهم وغيرهم من السوريين”.

وعن الأشخاص الذين يجري تهريبهم، أكد عبود أن الأمر لا يُقتصر على السوريين، مشيراً إلى وجود أفغان وصينيين وجزائريين وعراقيين وغيرهم، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن “نسبة كبيرة ممن يجري تهريبهم هم سوريون، سواء ممن هم في تركيا منذ سنوات أم من القادمين الجدد إليها، ويأتون من مناطق سيطرة الدولة السوريّة أو مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، علماً أن مناطق سيطرة الأخيرة وفصائل المعارضة المدعومة تركياً شمالي وشمال شرقي سوريا هي المنافذ التي تؤمن المرور نحو الأراضي التركيّة”.

طرق التهريب:
أكد عبود أن “شبكة التهريب” التي يعمل بها تسلك مسلكين، فإما أن يكون ذلك عبر تركيا فبلغاريا فصربيا، أو عبر تركيا فاليونان فمقدونيا فصربيا، مشيراً إلى أن “كلا الممرين يؤديان إلى المجر فسلوفاكيا ثم بولندا فألمانيا وهي المحطة الأخيرة”.
وفيما يتعلق بالتكاليف أكد عبود، أن كلفة رحلة التهريب تصل إلى7 آلاف يورو، لافتاً إلى أن السعر يختلف حسب مسافة الرحلة، فمثلاً الرحلة التي تكون “عبر تركيا إلى صربيا تصل كلفتها إلى 4500 يورو، ومن صربيا إلى ألمانيا تصل التكلفة إلى 2500 يورو”، مشيراً إلى أن الدفع يكون مسبقاً لكامل مراحل الرحلة ويكون بالدولار، موضحاً أن أعمار المهاجرين تبدأ من عمر 22 عاماً ومن كلا الجنسين.

كيف يتم التهريب؟
أكد عبود أنه في الغالب يجري التهريب مشياً بالأقدام بعد الانتقال من تركيا، وهناك يستقل المهاجرون الشاحنات، ليسلكوا ممر التهريب عبر اليونان، مؤكداً أن هذا الممر صعب وخطر، موضحاً أنه في هذا الممر يوجد وادٍ يقع بجوار نهر توجد فيه مقبرة دُفن فيها مهاجرون، إلى جانب وجود طريق عند حرف جبل بعرض 50 سم، وهناك يلقى المهاجرون معاملة سيئة من الشرطة اليونانية، التي سبق وأن أجبرت من تعتقلهم على نزع ملابسهم، سواء كانوا ذكوراً أم إناثاً.

وأضاف أنه “هناك يجري تجميع اللاجئين عند اكتمال العدد ونقلهم إلى بلغاريا عبر ولاية أدرنة في أقصى شمال غربي تركيا بوساطة سيارات خاصة بالمهربين وهناك يقطع مرشد الطريق “الريبري” الشريط الحدودي وفي بعض الأحيان يتم استخدام السلالم ومن ثم يدخل اللاجئون إلى بلغاريا ويتابعون طريقهم بالاستعانة بنظام تحديد المواقع لنقطة معينة داخل الحدود وبعد ذلك يُنقلون باتجاه العاصمة البلغارية صوفيا”.

وفي هذا الصدد أكد شابٌ آخر -رفض الكشف عن اسمه- أنه يجري تأمين سكن لمبيت المهاجرين، إذ ينتقلون عقب ذلك إلى حدود صربيا بوساطة نظام تحديد المواقع وبعد النجاح بدخول الحدود يتم نقلهم أيضاً بسيارات إلى بلغراد، ويبقون مدة قصيرة داخل “كامبات” أو “فنادق” حسب استطاعتهم المادية، ليتم نقلهم إلى هنغاريا، وبعد الدخول إلى هنغاريا، يختار اللاجئون الدولة الأوروبية التي يرغبون في تقديم ملف اللجوء فيها، مبيناً أن الرحلة براً تقطع مئات الكيلومترات وهي رحلة مرغوبة أكثر من التهريب بالبحر بسبب مخاطره التي أدت إلى عشرات حالات الغرق.

لماذا يتجه بعضهم إلى خيار الهجرة “غير الشرعية” على الرغم من خطورتها؟

أكد المحلل السياسي الدكتور عدنان عويد، في حديث لـ”أثر” أن “مفرزات الحرب السورية ألقت بظلالها على وضع السوريين المعيشي، ولا يقتصر أمر الهجرة على أبناء دير الزور، بل غالبية الشباب السوري، فإلى الآن لا توجد حلول للجم الغلاء المعيشي، إلى جانب ما خلفته الحرب من دمار البنى التحتيّة والمساكن”.

وأشار العويد، إلى أن لا إحصاءات رسميّة بأعداد من هاجروا، لكن أهالي قرى المنطقة الشرقية يؤكدون أن نسبة كبيرة من أبنائهم فروا من البلاد

عثمان الخلف- دير الزور 

اقرأ أيضاً