أثر برس

الخميس - 28 مارس - 2024

Search

بعد مقتل العشرات من جنوده في إدلب.. أردوغان اليوم يبحث عن مخرج

by Athr Press Z

ما حصل أمس الجمعة في إدلب حدث يمكن اعتباره حدثاً مفصلياً بما يتعلق بملف الوجود التركي اللاشرعي في سورية والمأزق الذي وقع فيه أردوغان ، فتركيا نعت اليوم العشرات من جنودها الذين قُتلوا في إدلب من قبل الجيش السوري وذلك نتيجة تواجدهم إلى جانب المجموعات المسلحة التي تعتدي باستمرار على مواقع الجيش السوري في إدلب، حيث أشعل هذا الحادث الشارع التركي متسائلاً عن السبب الذي يدفع تركيا للزج بأبنائه في الحرب السورية، أما حلفاء أنقرة لم يعلنوا إلى الآن عن نيتهم بتقدم أي دعم عسكري لتركيا في هذه الحرب، الأمر الذي يشير إلى أن أنقرة وحيدة في الميدان.

وهذا الحادث كان محط اهتمام العديد من الصحف العربية والأجنبية:

فنشرت صحيفة “واشنطن إكزامينر” الأمريكية:

“الحقيقة بكل بساطة أن الدولة السورية ستستعيد السيطرة على إدلب في نهاية المطاف، فالأمر قد يستغرق بضعة أسابيع أو بضعة أشهر أو حتى عام، لكن ميزان القوى على الأرض هو لصالح الدولة السورية على نحو كبير، والمعارضة المسلحة التي يهيمن عليها المتطرفون لا تملك القدرة في العديد أو العتاد والأسلحة والحلفاء لتأجيل هذه النتيجة إلى أجل غير مسمى.. و أردوغان إن كان ذكياً سيخرج جنوده من خط النار، لكن في حالة اختياره هذا السياق المتهور المعتاد فإن عليه الدخول في مغامرته الأخيرة، وهو يعلم مسبقاً أن الولايات المتحدة لن تأتي لإنقاذه .. وأفضل طريقة لواشنطن هي البقاء بعيداً عن هذا النزاع قدر الإمكان”.

و“فوينيه أوبزرينيه” الروسية جاء فيها:

“تراهن أنقرة بشكل كبير على دعم الولايات المتحدة، في الصدام المسلح الذي أشعلته حول إدلب السورية، مُخاطرة بمواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا، وعلى مستوى التصريحات، يرى الأمريكيون في تركيا حليفاً رائعاً ضد روسيا، فقد قيل ذلك بصراحة أثناء جلسة استماع في لجنة مجلس الشيوخ الأمريكية المعنية بالقوات المسلحة، على لسان القائد العام لقوات الناتو في أوروبا، جنرال القوات الجوية الأمريكية تود والترز، الذي يرأس أيضاً القيادة الأوروبية للقوات المسلحة الأمريكية، ففي رأيه: دور هذا البلد في مواجهة روسيا اليوم مركزي”.

وورد في جريدة “الأخبار” اللبنانية:

“مقتلة إدلب، ستكون محطة فاصلة بين مرحلتين، وإذ ذهب أردوغان إليها وهو على علم كامل أن الغرب الأمريكي والأوروبي والأطلسي قد تخلّى عنه، إنما جعل ظهره عارياً ومكشوفاً في غَلَبة واضحة لنزعة الانتقام والمكابرة والعصبية العثمانية على أيّ تفكير استراتيجي هادئ، هو أصرّ على الزجّ بجنوده في الميدان في محاولة لتحقيق مكسب بالسيطرة على بعض البلدات، ولا سيما سراقب، لكن النتيجة كانت كارثة وطنية غير مسبوقة في حجمها وتوقيتها وأهميتها .. الهلع الذي أصاب الأتراك، ولا سيما أمام المستشفيات، عكس حجم المأزق الذي تجد تركيا نفسها فيه، فالجميع يتساءل عن الهدف الوطني أو الأخلاقي الذي يسقط من أجله الجنود خارج حدود الوطن”.

مهما اختلفت وجهات النظر في الحرب السورية، فما حدث أول أمس أمر واضح تماماً لا يحمل إلا وجه واحد، فتركيا موجودة في سورية بشكل غير شرعي، ولا يوجد جهة تستطيع أن تتحالف معها بعد مقتل العشرات من جنودها، وهي مجبرة على أن تواجه وحيدة ودون أي حجة منطقية شعبها الذي يشيّع اليوم جنوده الذين قُتلوا  في إدلب، وعسكرياً فهي اليوم في إدلب تواجه جيش شرعي يقاتل على أرضه إلى جانب حلفاءه الروس، دون أن يتمكن أحد من حلفاء أنقرة من الوقوف إلى جانبها في هذه الخطوة المتهورة وغير محسوبة العواقب.

أثر برس

اقرأ أيضاً