كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن وزارة الدفاع الأمريكية نقلت أصولها الجوية من قاعدة لها في الإمارات إلى قطر، بهدف تفادي القيود المفروضة على شن غارات جوية من قاعدة جوية تستخدمها الولايات المتحدة منذ فترة بعيدة في الإمارات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين أن “هذه الخطوة دفعت القادة الأمريكيين إلى إرسال الطائرات الإضافية إلى قاعدة العديد الجوية في قطر، وهي الإمارة الخليجية الصغيرة التي لم تفرض قيوداً مماثلة”.
ولفتت “وول ستريت جورنال” إلى أن هذا التحرك يسلط الضوء على التوترات المتزايدة بين واشنطن وبعض دول الخليج التي سمحت للقوات الأمريكية بالتمركز على أراضيها، ولكنها تشعر بالقلق من الانجرار إلى صراع إقليمي مع استمرار الحرب في غزة.
وجاءت هذه الخطوة بعدما أبلغت الإمارات، الولايات المتحدة في شباط الفائت أنها لن تسمح بعد الآن للطائرات الحربية والطائرات المسيّرة الأمريكية المتمركزة في قاعدة الظفرة الجوية في أبوظبي بتنفيذ ضربات في اليمن والعراق.
وفي شباط الفائت نقل موقع “بوليتيكو” الأمريكي عن أربعة مصادر مطلعة أن بعض الدول العربية ومن بينهم الإمارات تعمل لتقييد قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على استخدام القواعد العسكرية على أراضيها لشن غارات جوية ضد حركات المقاومة في الشرق الأوسط.
ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي ومساعد أحد نواب الكونغرس ومسؤولين غربيين أن سبب هذا التقييد هو أن هذه الدول “لا تريد الظهور على أنها مقرّبة جداً من الغرب وإسرائيل أمام الرأي العام”.
كما تتزامن هذه الخطوة مع انتشار تقارير أمريكية، تفيد بأن واشنطن تتجه نحو تخفيض وجودها العسكري في الشرق الأوسط، وفي هذا الصدد نقلت شبكة “CNN” الأمريكية سابقاً عن مسؤولين دفاعيين اثنين أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تتجه نحو تخفيض عدد قواتها الموجودة بالقرب من الشرق الأوسط.
ويوجد لدى واشنطن قواعد عسكرية في عدد من دول الشرق الأوسط، وأبرزها قطر التي يوجد فيها قاعدة العديد، والتي تُعد أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، والسعودية والكويت والعراق والإمارات، إلى جانب القواعد الأمريكية الموجودة في سوريا من دون التنسيق مع الدولة السورية.
يشار إلى أنه منذ تشرين الأول الفائت تعرضت القواعد الأمريكية في سوريا والعراق لأكثر من مئة استهداف، تبنت معظمها المقاومة العراقية، وهدأت وتيرة الاستهدافات في شباط الفائت، وتجددت في 20 نيسان الفائت إذ تعرض مطار خراب الجير العسكري الذي تسيطر عليه القوات الأمريكية في ريف الحسكة لاستهداف بالطائرات المسيّرة والقذائف الصاروخية، وفي 22 نيسان تعرضت قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق لهجوم بالطائرات المسيرة.