أثر برس

الجمعة - 3 مايو - 2024

Search

بعد شهر على قمة جدّة.. لماذا تأخرت تحرّكات الدول العربية الفعلية نحو سوريا؟

by Athr Press A

بعد عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، ومرور شهر على انعقاد القمة العربية في جدّة، يشير مراقبون إلى أنّ التقدم في مسيرة العلاقات العربية- السورية سيكون بطيئاً، وربما يتجمّد عند مستواه الحالي لمدة قد تطول؛ لأنه رهناً لظرف الداخل السوري نفسه، بالإضافة إلى أسباب عدة.

وتعليقاً على ذلك، قال أستاذ العلوم السياسية إسماعيل صبري مقلد: “لم تتحرك الأمور بعد استعادة سوريا لمقعدها في الجامعة خطوة واحدة نحو الأمام، فقد التزم الجميع الصمت التام، ولم نعد نسمع عن تحرك هنا أو هناك لوصل الخطوط المقطوعة ببعضها، أو لترجمة هذه العودة على أرض الواقع إلى مرحلة جديدة ومختلفة من العلاقات، سواء بما يتعلق بسوريا أو بما يتعلق لمسيرة العمل العربي المشترك، فالأوضاع باقية على حالها، ويبدو أنها سوف تستمر كذلك، لفترة طويلة من الوقت”، مشيراً إلى أنّ “العودة الفعلية لسوريا إلى الجامعة العربية مؤجلة، كما أن التحركات الفعلية في هذا الاتجاه تحكمها جملة من المحاذير”، وفقاً لما نقلته قناة “روسيا اليوم”.

واعتبر المقلد، أنّ “الأطراف العربية رأت أن بقاء الأوضاع السياسية في سوريا على الصعيدين الداخلي والخارجي على حالها، يجعلها تتحفظ وتفضّل الانتظار على التسرع بتقديم المساعدات لسوريا؛ لأن عودتها إلى الجامعة العربية كانت مشروطة بسيناريو تبادلي، يقوم على أساس “خطوة مقابل خطوة”، فجاءت الخطوة الأولى من الطرف العربي بإعادة سوريا إلى الجامعة، وبعدها جاء الدور على سوريا في الرد عليها بخطوة مقابلة تمهد لما بعدها”.

وتابع المقلد متسائلاً: “ماذا كان يتوقع العرب من سوريا وهي غارقة في مستنقع هائل من الصراعات والأزمات، ومن تفشي الفوضى والإرهاب المسلّح فيها، ومن التدخلات الخارجية المسلحة التي نجم عنها احتلال بعض أراضيها، ومن الاعتداءات الإسرائيلية؟”، وأردف: “هل تكفي عودة سوريا إلى الجامعة العربية لتوفير الدعم الأمني المطلوب أم أن الأمر يتجاوز إمكانات الجامعة العربية بكثير؟”.

ورأى أستاذ العلوم السياسية، أنّ “سوريا ليس لديها من المبادرات السياسية الجديدة والجريئة ما يمكنها تقديمه لتحفيز دول الجامعة على الاقتراب منها أكثر وتقديم المساعدات الاقتصادية والإغاثية اللازمة لها، فشبكة تحالفاتها الإقليمية َوالدولية مستمرة بصورتها الراهنة ولن تتغير؛ لأن دمشق تتشارك الأدوار مع روسيا وإيران، وهما الأكثر دعماً لها والأوثق تحالفاً معها”.

وأضاف: “لا أتصور أن تقدم سوريا على الانسحاب من تحالفاتها بقرارات متسرعة وغير محسوبة لتبرهن على تغيير توجهها أو على استعدادها للتحرك في مسارات خارجية مختلفة، وهي التي لم تحصل بعد على المقابل العربي الذي يوازيها مردوداً أو يعوضها عنه، أو يملأ فراغها، فكل ما تسمعه من الأطراف العربية الأخرى لا يزيد عن وعود مشروطة لا تؤمنها ضمانات كافية يمكن الوثوق فيها أو التعويل عليها”.

يشار إلى أنّ عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية جاءت تتويجاً لمسار شاق قادته الرياض في المنطقة بالشراكة مع الأردن في الشهرين الماضيين، بدءاً من التحرّك الدبلوماسي اتجاه سوريا، ومروراً باجتماعَي جدّة وعمّان التشاوريين، وفي سياق ذلك أكد الكاتب السعودي د. أحمد الشهري، أنّ “التقارب السعودي مع الدولة السوريّة كان نتيجةً لتشظي المعارضة وشرذمتها، على حين كان من الضروري التواصل مع حكومة دمشق للوصول إلى حل للأزمة السورية”، وفقاً لقناة “الحرة” الأمريكية.

وعقب قرار وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم بالقاهرة بشأن سوريا، وجّهت دول أوروبية وغربية ومسؤولون من الاتحاد الأوروبي رسائل واضحة ترفض التقارب مع دمشق، في وقتٍ تصرّ فيه واشنطن وحلفاؤها على تطبيق القرار الأممي وفق سياستهم حصراً، في حين ترى دمشق أنها ستنفذ ما يهمّها منه، إذ تسعى إلى الحل السياسي الذي يستلزم القضاء على الإرهاب وإعادة إنعاش الأوضاع الاقتصادية وإزالة العقوبات المفروضة من الدول الغربية.

أثر برس

اقرأ أيضاً