واصل وزير الخارجية الروسيّة سيرغي لافروف جولته في الشرق الأوسط، إذ التقى، أمس الجمعة، المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، على هامش منتدى السلام والأمن في أبوظبي، وناقش معه آخر المستجدات السوريّة على الصعيد السياسي.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية، إنّ “الطرفين اجتمعا، وناقشا الوضع في سوريا وعمل اللجنة الدستورية، والوضع الحالي في سوريا وما حولها”، بحسب ما نقلته وكالة “نوفوستي” الروسيّة.
وأضاف بيان الخارجية الروسيّة: “إن بيدرسون ولافروف تطرقا في أثناء اللقاء على مهام التسوية الشاملة للأزمة السورية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وتم التركيز على عمل اللجنة الدستورية السورية”.
وشدد لافروف وبيدرسون على “أهمية تنشيط الجهود الدولية لتنفيذ مشاريع ترميم مبكر لمرافق البنية التحتية الأساسية في سوريا بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2642”، وفقاً للبيان.
وأول أمس الخميس، التقى المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا مع “رئيس هيئة التفاوض” بدر الدين جاموس، وأكد “التزام الولايات المتحدة بعملية سياسية بقيادة سوريا، وبالتنسيق مع الأمم المتحدة وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة تدعم استئناف عمل اللجنة الدستورية السورية، للدفع بالحل السياسي للأزمة السورية، وتؤكد أن الحل الوحيد في سوريا هو التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2254”.
وسبق أن جدد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا “غير بيدرسون” أسفه بشأن صعوبة تطبيق القرار 2254، في أثناء جلسةٍ لمجلس الأمن عن تنفيذ قرارات دولية عدة بخصوص سوريا، مشيراً إلى أن وجود الحقائق الدبلوماسية والأرضية الصعبة تجعل التقدم نحو الحل السياسي الشامل أمراً صعباً وبعيداً للغاية.
وأكّد “بيدرسون” أن “العملية السياسية التي يسعى إليها منذ سنوات بين دمشق والمعارضة لم تحقق شيئاً حتى الآن”، مضيفاً: “حتى مع الجمود الاستراتيجي، ما يزال النزاع نشطاً للغاية في كل أنحاء سوريا”، لافتاً إلى “الاقتتال الداخلي بين فصائل المعارضة المسلّحة في الأسابيع الأخيرة، وقيام “هيئة تحرير الشام” المصنّفة إرهابية بنشر مقاتلين في عفرين وصولاً إلى أطراف أعزاز”، بحسب ما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية.
وفي الأثناء، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في لقائه المبعوث الأممي الخاص لسوريا غير بيدرسون، اليوم السبت، على هامش منتدى السلام والأمن في أبوظبي، ضرورة متابعة مخرجات لقاء عمّان للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية، بحسب ما نقلته وكالة عمون الأردنيّة.
وجدد الصفدي دعم جهود بيدرسون، واستمرار التشاور والتنسيق المشترك، متابعة لمخرجات لقاء عمّان عن التوصل لحل سياسي ينهي الأزمة السورية وفقاً للقرار 2254، ومبدأ خطوة مقابل خطوة.
ووصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى العاصمة الأردنية عمّان، الأربعاء الماضي، في زيارة رسمية، أجرى فيها محادثات مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، وصفها الطرفان بالشاملة والصريحة والمباشرة، وتضمنت عدداً من القضايا الإقليمية والدولية المشتركة.
واعتبر وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أول أمس الخميس، أن الوجود الروسي في جنوبي سوريا عامل استقرار في ظل الظروف الراهنة، مؤكداً ضرورة التنسيق بين الأردن وروسيا بشأن الوضع في الجنوب السوري، بحسب ما نقلته قناة “روسيا اليوم”.
يشير مراقبون إلى أن جولة وزير الخارجية الروسيّة سيرغي لافروف إلى المنطقة، قد تهدف إلى تبني المبادرة التي طرحها الأردن في أيلول الماضي للتوصل إلى حل سياسي في سوريا، في ظل عدم الإجماع العربي في القمة الأخيرة التي جرت في الجزائر على تبنيها، كما ترى موسكو أن الإمارات لاعب مهم للدفع بالعملية السياسيّة في سوريا.
أثر برس