احتفل العالم أمس الأحد، الموافق لـ 29 أيلول الجاري، باليوم العالمي للقهوة، حيث يعتبر مشروب القهوة منتشراً في جميع البلدان ومحبب لدى معظم الناس.
موقع “بي بي سي” البريطاني، وبمناسبة هذا الاحتفال، تحدث عن أصل القهوة، موضحاً أن “هناك أسطورة تفيد بأن أحد رعاة الغنم، وهو شاب يُدعى كالدي، كان يرعى قطيعاً من الغنم في غابات “كافا” في إثيوبيا، ثم لاحظ أن الماعز أصبحت أكثر نشاطاً وحيوية وتكاد ترقص، وبعد بحث واستقصاء، اكتشف أن الماعز أكلت ثماراً حمراء تشبه الكرز الأحمر من الأشجار، وقرر أن يجربها بنفسه لينضم إلى الماعز الراقص”.
وتابع الموقع: “ثم توجه كالدي فوراً إلى عمه الراهب في دير مجاور، مسروراً يكاد يطير فرحاً بهذا الاكتشاف الجديد، لكن الراهب ألقى الثمار في النار خوفاً من الأرواح الشريرة”.
وتضيف الأسطورة أنه “عندما تسللت رائحة القهوة المحمصة إلى أنف الرهبان، انتابه نفس الشعور الذي انتاب كالدي من قبل، وتراجع عن رأيه بعد أن تصور الحماسة التي ستضفيها هذه الطاقة الجديدة على الطقوس الدينية”.
ولفت الموقع إلى أن منطقة كافا تعد مهد البن العربي وموطنه الروحي، فضلاً عن أنه تم اكتشاف أكثر من 5 آلاف نوع من البن في غابات منطقة كافا.
وتحدث الموقع البريطاني عن طقوس القهوة في إثيوبيا، حيث قال: “لتحضير القهوة في إثيوبيا طقوس خاصة، إذ توضع حبوب البن على طبق من الفخار لتجف في الشمس، ثم تُغسل وتُحمص في آنية مسطحة من الحديد على النار باستخدام الحطب أو الفحم، ثم تُمرر الآنية الساخنة على الضيوف لاستنشاق رائحة البن الأخاذة، بعدها تُطحن حبوب القهوة بمدق يدوي وتوضع في إبريق القهوة الإثيوبي التقليدي”.
اللافت في الأمر، أنه في الكثير من جلسات القهوة الإثيوبية، يوضع البخور أيضاً ليستمتع الضيوف برائحته الممتزجة مع دخان تحميص القهوة، كما يحرص الكثير من الإثيوبيين عند إقامة جلسات تناول القهوة في المدن، على فرش الأرض بالحشائش أو القش، لاستحضار ذكريات الحياة في القرية.
وتستغرق طقوس تناول القهوة وقتاً طويلاً وتتطلب مجهوداً شاقاً، وفي هذه المجالس يحلو للضيوف والمضيفين على حد سواء، الحديث عن الأمور اليومية.
تجدر الإشارة إلى أن طقوس القهوة في البلاد العربية لا تختلف كثيراً، حيث أغلب الناس يشربونها عند استيقاظهم في الصباح، بسبب احتوائها على الكافيين الذي يساعد على الشعور بالنشاط، حتى في الجلسات العائلية ومع الأصدقاء يتم شرب القهوة، التي تتميز برائحة جميلة جداً تبعث الراحة في نفوس الموجودين.