ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن تعليق خط أنابيب الغاز الروسي “السيل الشمالي” يطرح السيناريو الأسوأ على الإطلاق للدول الأوروبية، في الوقت الذي كشف فيه تقرير أن واشنطن تستورد النفط الروسي الذي ادّعت مقاطعته، عن طريق الهند.
وأشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقريرها إلى أنه “بعد الإعلان عن الإغلاق، قفزت أسعار الغاز الطبيعي والكهرباء بمقدار الثلث، ثم عادت لترتفع بأكثر من 10%، وهو ما أدى إلى انخفاض قياسي في قيمة اليورو خلال 20 عاماً، معتبرةً أن ذلك “سيؤدي في المستقبل إلى مزيد من ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية تاريخياً، ثم إلى تسارع التضخم وإفقار المستهلكين والضغط على الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، والتي تشهد موجة من إغلاق المصانع”.
وتابعت الصحيفة أن “الهدف الرئيسي يتمثل في كبح التحركات الجامحة في أسواق الكهرباء، والتي تجبر الشركات الأوروبية على الإغلاق”، لافتةً إلى أن “الخيارات تشمل تدابير للحد مؤقتاً من أسعار واردات الغاز، بما في ذلك تلك المستخدمة في توليد الكهرباء، فضلاً عن الحد من الإيرادات التي تحصل عليها شركات الطاقة المتجددة والنووية والطاقة الكهرومائية من تكاليف التشغيل المنخفضة، بالإضافة إلى سحب الدخل الذي يتجاوز سقفاً معيناً وإعادة توزيعه بين المستهلكين”.
وأكد وزراء المالية لمجموعة الدول السبع في الثاني من أيلول الجاري، وجود خطة لفرض حد أقصى لسعر النفط على النفط الروسي، ودعوا جميع الدول للانضمام إلى المبادرة، بينما كان المفوض الأوروبي للاقتصاد “باولو جينتيلوني”، قد قال في وقت سابق: “إن هدف المفوضية الأوروبية هو الوصول إلى السعر الذي كان موجوداً حتى الخامس من كانون الأول الماضي 2021 للنفط الخام، وحتى الخامس من شباط الماضي 2022، للمنتجات النفطية من روسيا”.
وفي موازاة ذلك، كشف تقرير نقلته شبكة “CNBC” الأمريكية عن شركة سويسرية شهيرة تقوم بتتبع شحنات النفط، “أن بعض الدول التي تدعي مقاطعة النفط الروسي، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تستورد هذا النفط فعلياً عن طريق الهند”.
ووفقاً لما أكدته بيانات شركة “Petro-Logistics” فقد “قفزت واردات الهند من روسيا بشكل هائل هذا العام، إذ استفادت المصافي الهندية من الخصم على براميل النفط التي تجنبها الغرب بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية”.
وذكر التقرير “أن الهند استوردت بالمتوسط 583 ألف برميل يومياً من روسيا، في الفترة بين نيسان وحتى حزيران، مقارنة بـ36 ألف برميل يومياً فقط في 2021”.
وبحسب التقديرات، فإن إجمالي الصادرات الهندية من النفط التي قد تضم الخام الروسي بلغت 308 آلاف برميل يومياً من نيسان وحتى حزيران، وعلى الأرجح أن 37% من تلك الصادرات اتجهت إلى دول تفرض العقوبات على روسيا، بحسب ما نقلته شبكة “CNBC” الأمريكية.
وسبق أن أكد الناطق الرسمي باسم الكرملين “دميتري بيسكوف” بالأمس، أن الدول الأوروبية لن تستطيع الاستغناء عن النفط والغاز الروسي إلا بحلول عام 2026.
أثر برس