أكد توماس باراك، مبعوث الرئيس الأمريكي إلى سوريا، أنه يتعين على “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” أن تدرك سريعا أن سوريا دولة واحدة، مؤكداً أنها قادرة على الاندماج بالبلاد والانضمام إلى جيشها.
ونقل موقع “نورث برس” الكردي عن باراك، قوله عقب اجتماع جمع وفدا من الحكومة السورية مع وفد من “قسد” في دمشق”: “قوات سوريا الديمقراطية هي شريك مهم للحكومة الأمريكية وقاتلت ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ونحترمها كثيرا وهي قادرة على الاندماج بسوريا والانضمام لجيشها”.
أضاف: “قسد يجب أن تتقبل حقيقة أن سوريا وطن واحد وجيش واحد وشعب سوري واحد بشكل أسرع، وهناك محادثات بخصوص تحقيق ذلك ويجب أن تتم بسرعة أكبر وبرغبة أكثر بروزا ويجب التمتع بالمرونة حيالها وهذه هي خلاصتي عن الموضوع”.
وفي إجابته على سؤال حول ما إذا كان نزع سلاح حزب العمال الكردستاني سيؤثر بالداخل السوري وبالأخص في شمال وشرق سوريا وفي العلاقة بين سوريا وتركيا، قال باراك: “السلام في تركيا يؤثر على الوضع في سوريا وهو خطوة كان يجب أن تتم منذ زمن بعيد”.
واختتم بالقول: “أنا مبتهج لأرى ما يحدث في تركيا إنها خطوة كبيرة، وما نراه هو أن المنطقة بأكملها تتغير”.
وعُقد أمس الأربعاء، في العاصمة دمشق اجتماع بين رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، والقائد العام لـ”قسد” مظلوم عبدي، والمبعوث الخاص إلى سوريا توماس باراك، بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني، وممثل وزارة الخارجية الأمريكية في منطقة شرقي الفرات.
وأعربت الحكومة السورية عن ترحيبها بأي مسار للتعاون مع “قسد” من شأنه تعزيز وحدة الأراضي السورية، وشددت الحكومة السورية على أن “الجيش السوري يُعد المؤسسة الوطنية الجامعة لكل أبناء الوطن”، مرحّبة بانضمام المقاتلين السوريين من “قسد” إلى صفوفه ضمن الأطر الدستورية والقانونية المعتمدة، وفق ما نقلته وكالة “سانا” الرسمية.
وأكد البيان أن دمشق ترفض “رفضاً قاطعاً أي شكل من أشكال التقسيم أو الفدرلة التي تتعارض مع سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة ترابها”، معتبرة أن “الرهان على المشاريع الانفصالية أو الأجندات الخارجية هو رهان خاسر”.
ودعت الحكومة السورية إلى “عودة مؤسسات الدولة الرسمية إلى شمال شرق البلاد، بما في ذلك مؤسسات الخدمات والصحة والتعليم والإدارة المحلية”، معتبرة أن ذلك يمثل “خطوة ضرورية لإنهاء حالة الفراغ الإداري وتعزيز الاستقرار المجتمعي”.
وأضاف البيان أن “أي تأخير في تنفيذ الاتفاقات الموقعة لا يخدم المصلحة الوطنية، بل يعقّد المشهد، ويُعيق جهود إعادة الأمن والاستقرار”.
وأكد البيان أن “المكون الكردي كان ولا يزال جزءاً أصيلاً من النسيج السوري المتنوع”، مشدداً على أن “حقوق جميع السوريين، بمختلف انتماءاتهم، تُصان وتُحترم ضمن مؤسسات الدولة، وليس خارجها”.
وتعقيباً على هذا الاجتماع، قال باراك في تصريحات لوكالة “أسوشييتد برس”: “الخلاف بين الحكومة السورية وقسد لا يزال قائماً”.
وأكد باراك أنه “يتعين على الطرفين، اللذين عاشا بشكل منفصل وربما في علاقة عدائية لبعض الوقت، أن يبدآ ببناء الثقة تدريجياً”، مشيداً بما وصفه بـ “الخيارات الجيدة” التي طرحتها الحكومة السورية على “قسد”.
يشار إلى أنه في 11 آذار الفائت وقع الرئيس الشرع مع عبدي، اتفاقاً يقضي باندماج “قسد” في مؤسسات الدولة السورية خلال مهلة زمنية لا تتخطى نهاية العام الحالي.