أثر برس

الخميس - 25 أبريل - 2024

Search

خاص أثر | “الهلال” المعادي لواشنطن يكتمل بفتح طريق “إيران – العراق – سوريا”

by Athr Press R

رضا زيدان

تزايد النشاط السياسي بين سوريا وكل من العراق وإيران خلال اليومين الماضيين، بهدف التنسيق بين الدول الثلاث لمواجهة تبعات وصول القوات السورية وحلفائها إلى الحدود السورية – العراقية، وذلك قبل عقد مؤتمري الأستانة وجنيف بعد عيد الفطر مباشرة

وفي أوّلى الزيارات العسكرية العلنية، زار يوم أمس وفد رفيع المستوى من وزارة الدفاع السورية رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول الركن عثمان الغانمي، لبحث التنسيق والتعاون الأمني بين البلدين الشقيقين.

أكثر من 4 ساعات مليئة باللقاءات ركّزت على عدد من القضايا الحيوية منها: مسرح العمليات السوري العراقي باعتباره مسرح واحد وعدوه مشترك المتمثل بتنظيم “داعش”، بالإضافة إلى زيادة التعاون والتنسيق في مجال تبادل المعلومات الاستخبارية ومسك الحدود من قبل القوات السورية والعراقية لإبقاء الضغط المتواصل على “داعش” من جهة وعلى واشنطن من جهة أخرى.

وأهم ما توصل إليه اللقاء المشترك الذي ضم رئيس هيئة العمليات في القوات السورية، “منح مرونة للقوات الجوية العراقية لاستهداف تنظيم “داعش” قرب الشريط الحدودي السوري، بالإضافة  إلى إنشاء مركز عمليات مشترك يتم من خلاله التنسيق بين الجانبين.

وفي وقت سابق تكرّس الهاجس الأميركي في فصل سوريا عن العراق بقوات مسلحة موالية لواشنطن، وذك للضغط على تحالف “دمشق العراق إيران” بشكل رئيسي، ازداد الآن الهاجس الأمريكي بعد وصول القوات السورية مطلع الأسبوع الماضي إلى معبر التنف، حيث قامت واشنطن يوم أمس  بنقل نظام الراجمات الصاروخية الأمريكية المتطورة السريعة الحركة HIMARS “هيمارس” من الأردن إلى داخل الأراضي السورية للمرة الأولى منذ بدء العمليات الأمنية الأمريكية.

هذا التصعيد يأتي في إطار توجيه رسالة إلى محور سوريا أن واشنطن حاضرة، ولكن يستبعد محللون سياسيون أن تقوم الأخيرة بأي عمل تصعيدي يستهدف القوات السورية أو حلفائها عند معبر التنف، مع احتمال استهداف أي تواجد عسكري في منطقة “منع التصادم” التي تم الاتفاق عليها بين “واشنطن وموسكو” قبل أسابيع، بينما تمتد المنطقة المذكورة على شكل قوس بمسافة 55 كم انطلاقاً من الحدود الأردنية السورية باتجاه البادية.

إذاً، القوات السورية وحلفاؤها يدركون تماماً طبيعة الأهداف الأميركية، ويذهبون باتجاه القيام بإجراءات تمنع في المرحلة الأولى الأميركي من تنفيذ عملية الربط، في إشارة إلى أن العملية التي نفّذتها القوات السورية نحو “السبع بيار ورجم أبو قبر” هي الوثبة الأولى من عملية مستمرة لقطع الطريق على القوات الأميركية ومنعها من القيام بمناورات حرة والتواصل مع الشمال لمنع القوات السورية من تنفيذ عمليتها باتجاه دير الزور.

في النتيجة، سيطرة القوات السورية على معبر التنف يضيف هدفاً إضافياً لمحور “دمشق – بغداد – طهران” ويعبّر عن خسارة جديدة لواشنطن في سبيل التخفيف من مفاعيل “ما بعد حلب”، فبات من الممكن القول إن معركة البادية باتت ناضجة لتحقق هدفها وهو فتح طريق “إيران – العراق – سوريا” من جديد.

اقرأ أيضاً