أثر برس

السبت - 20 أبريل - 2024

Search

المصالحة السعودية – الإيرانية: جدل داخل الكِيان الإسرائيلي وحذر في واشنطن

by Athr Press A

شكّل الإعلان عن الاتفاق بين السعودية وإيران، برعاية صينية، على استئناف العلاقات الدبلوماسية، بازاراً جديداً في الخلاف السياسي المشتعل بين حكومة الكيان الإسرائيلي ومعارضيها، على حين يرى خبراء أن واشنطن لا يمكنها أن تنظر إلى هذا الزلزال السياسي إلاّ بأنه انتقال مفتوح إلى معسكر آخر.

وفي وقتٍ تعيش فيه “إسرائيل” انقساماً داخلياً، هاجم رئيس وزراء الكيان السابق نفتالي بينيت، رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، قائلاً: “هذا (الاتفاق) فشل ذريع لحكومة نتنياهو وينبع من مزيج من الإهمال السياسي مع الضعف العام والصراع الداخلي في البلاد”، وفقاً لما نقلته صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية.

ورأى بينيت أن “تجديد العلاقات (بين السعودية وإيران) هو تطوّر خطير لإسرائيل وانتصار سياسي لإيران”، وأن “حكومة نتنياهو هي في فشل اقتصادي وسياسي وأمني مدوٍّ، وكل يوم من حُكمها يعرّض دولة إسرائيل للخطر”، داعياً إلى تشكيل “حكومة طوارئ وطنية واسعة”، وفقاً للصحيفة.

من جهتها، أشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن “الاتفاق السعودي الإيراني بصقة في وجه إسرائيل وضربة قاسية لجهود نتنياهو لتوسيع اتفاقات أبراهام”، لافتةً إلى أن “الاتفاق السعودي – الإيراني سيؤثر على إمكانية تطبيع العلاقات بين الرياض و”تل أبيب”، مبينةً، أنه “من شأن الاتفاق رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط قد تبعث الحياة في الاتصالات لاتفاق نووي جديد”.

وفي واشنطن، قال المتحدّث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، إنّ “واشنطن على علم بتقارير استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية”، وفقاً لما نقلته وكالة “رويترز”.

وأشار إلى أن “خفض التصعيد والدبلوماسية جنباً إلى جنب مع الردع، من الركائز الأساسية للسياسة التي حدّدها الرئيس جو بايدن خلال زيارته الماضية للمنطقة”، مضيفاً: أنّ “واشنطن ترحّب بأيّ جهود تساعد في إنهاء الحرب في اليمن وخفض التوتّر في الشرق الأوسط”.

بدوره، صرّح الرئيس الأمريكي جو بايدن تعليقاً على استئناف علاقات الرياض وطهران، بأنه “كلما كانت علاقات إسرائيل وجيرانها أفضل كان ذلك أفضل للجميع”، في حين ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن “إعلان إيران والسعودية إعادة العلاقات يمكن أن يؤدي إلى إعادة تنظيم كبيرة في الشرق الأوسط، وهويمثل تحدياً جيوسياسياً للولايات المتحدة وانتصاراً للصين”.

من جهته، اعتبر المحلل السياسي الروسي ألكسندر نازاروف في مقال له، أن “إعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية بوساطة صينية هي زلزال سياسي كبير، ولم يعد من الممكن اعتبار مثل هذه الخطوة كغزل من أجل استنفار الغيرة أو التنازلات من الشريك القديم؛ فتلك الخطوة هي إعادة توجيه استراتيجي، وانتقال مفتوح إلى معسكر آخر، وبالكاد يمكن أن يكون لدى واشنطن أي أوهام بعكس ذلك”.

وتوقّع نازاروف أن “تكثّف واشنطن هجماتها على ما تدّعيه من “عدم احترام حقوق الإنسان” في السعودية، لتشجيع عدم الاستقرار الداخلي في البلاد”.

ولفت إلى أن هناك “طريقة ثانية أكثر راديكالية، وهي أن تقوم واشنطن باستفزاز عسكري من أجل الانجرار إلى صراع يحتم الوقوف إلى الجانب المطلوب، كما تمكنت واشنطن من جرّ أوروبا إلى مواجهة انتحارية مع روسيا من خلال الصراع في أوكراني”.

تشير صحيفة الأخبار اللبنانية إلى أن “الإعلان الإيراني – السعودي المشترك عن توقيع اتّفاق في بكين على إعادة العلاقة الدبلوماسية بين البلدَين وفتْح سفارتَيهما، حمل دلالات عميقة ثلاثية الأبعاد في السياسة العالمية: الأوّل، بفعل الأهمية الجيواستراتيجية لإيران؛ والثاني، بالنظر إلى الثقل النفطي والاقتصادي للمملكة؛ والثالث، أخذاً في الاعتبار تقدّم الصين نحو تكريس نفسها كلاعب فاعل في الدبلوماسية العالمية، التي كانت حتى الآن حكراً على الأميركيين، ولا سيما في الشرق الأوسط الذي كان منطقة نفوذ للولايات المتحدة طوال العقود الماضية”.

أثر برس

اقرأ أيضاً